أفي رسول الله صلى الله عليه وسلم شك…؟؟؟!!!
هوية بريس – د. يوسف فاوزي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فتعليقا على ما سمعناه هذه الأيام من تشكيك بعض المشبوهين من دعاة (العدمية التاريخية) في وجود نبي الرحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقول وبالله التوفيق:
إن منهج التشكيك في يقينيات الأمة ومسلماتها منهج قديم، سلكه أعداء الله في كل زمان ومكان، وهو منهج أحدثه فلاسفة اليونان قديما وروجه رينيه ديكارت ليصبح أهم ملامح الإلحاد في العصر الحديث، ولقد قصّ الله سبحانه وتعالى علينا تشكيك أقوام في دعوة رسل الله، قال سبحانه (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (سورة هود، 62)، وقال (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (سورة هود،110)، وقال (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) (سورة إبراهيم،10).
والتشكيك خيار انهزامي يلوذ به دعاة الباطل أمام قوة أهل الحق في حقهم، فلا يبقى أمامهم إلا محاولة التشكيك في الحقيقة من أصلها، وآخر صيحات هذا المنهج الفاسد التشكيك في وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أمر لا ينقضي منه العجب، ولن أرد على هذه الأضحوكة بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة لأنهم -أصحاب هذا القول- لا يؤمنون بها أصلا، لكنني أرد بمقتضى العقل السليم:
1) المؤذن يذكر في آذانه خمس مرات في كل يوم وليلة (أشهد أن محمد رسول الله) ونسمع الأذان في مشارق الأرض ومغاربها ولمدة تزيد عن ألف وأربعمائة سنة !!!، فهل تواطأت الأمة على خرافة ؟؟؟.
2) ملايين المسلمين عبر التاريخ تسموا باسم “محمد”، فهل تواطأت الأمة على خرافة ؟؟؟.
3) المستشرقون على اختلاف مدارسهم وجنسياتهم درسوا شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، وذكروا اسمه ونسبه وأهله وذريته وأصحابه، فهل تواطأت البشرية على خرافة؟؟؟.
4) إنجيل “برنابا” وهو أصدق الأناجيل عند النصارى فيه ذكر بشارة يسوع بالنبي “محمد” جاء فيه: (فقال الكاهن حينئذ: ماذا يسمى مسيا، وما هي العلامة التي تعلن مجيئه ؟، فأجاب يسوع: إن اسمه المبارك (محمد)، حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله، أرسل لنا رسولك، يا محمد، تعال سريعاً لخلاص العالم)، فهل تواطأت البشرية على خرافة ؟؟؟؟.
5) العملات النقدية منذ المائة الأولى للهجرة فيها نقش اسم “محمد”، والكثير منها محفوظة في المتاحف العالمية، فهل تواطأت البشرية على خرافة ؟؟؟.
6) الآثار الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من مساجد ومدارس ودور وقصور منذ الحقبة الأموية مكتوب على جدرانها وأقواسها اسم “محمد” فهل تواطأت الأمة على خرافة ؟؟؟.
7) كتب التاريخ وعلى رأسها كتب السيرة النبوية في نسخها المخطوطة المحفوظة في خزائن المسلمين والغربيين فيها ذكر “محمد” وأخباره، فهل تواطأت الأمة على خرافة ؟؟؟.
8) كتب الحديث بأسانيدها التي أذهلت المستشرقين في متانتها، فيه ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل تواطأت الأمة على خرافة؟؟؟
هذه -وغيرها كثير- من الأسئلة المنطقية التي أتحدى دعاة العدمية التاريخية أن يجيبوا عنها، لكن بكل إنصاف وموضوعية وليس بتكبر وعنجهية، وأنصح القارئ الكريم لاسيما الشباب بضرورة التحصيل العلمي للوقاية من هذه الشبهات الرخيصة، ولمزيد من التوسع في الموضوع أحيل القارئ الكريم على كتاب “براهين النبوة والرد على اعتراضات المستشرقين والمنصرين” للدكتور سامي عامري.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.