أقطاب العلمانية والإلحاد في المغرب أصبحوا من المحظوظين

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “وضعت “الناشطة” ابتسام لشكر رهن الحراسة النظرية في إطار متابعتها بعد أن ظهرت ترتدي قميصا عليه عبارة مسيئة إلى الذات الإلهية، بناء على القانون الجنائي الذي ينص في أحد فصوله على معاقبة كل من يمس بالدين الإسلامي أو الملكية أو الوحدة الترابية. وجاء ذلك تفاعلا مع تدوينة لوزير العدل السابق مصطفى الرميد الذي استنكر ذلك الفعل”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “وبدل التوجه إلى هذه الفتاة بالتقريع هناك حقائق وجب التذكير بها”، مردفا “هذا السلوك ليس معزولا عن وضع عام فرض نفسه في المغرب، فتيار العلمانية والإلحاد أصبح يتحرك بكل حرية في السنوات الأخيرة وتم التمكين له في وسائل الإعلام والملتقيات، وهو تيار يشتغل على أكثر من واجهة، حقوقية وثقافية وإعلامية. وقد أصبح الطعن في الدين الإسلامي والثوابت ظاهرة منتشرة تتسع مع الوقت بغعل الصمت من جانب الدولة والعلماء، والمناخ الدولي الذي يناصر هذه الاتجاهات”.
وتابع الكنبوري “لقد تعرض الدين الإسلامي للطعن عند الجدل حول مدونة الأسرة وبشكل مباشر وبدون تزويق، ومن أشخاص كانوا محسوبين على الدولة أو ما زالوا كذلك، وآخرين وظيفتهم الرئيسية هي هذه. وفي كل مرة يظهر وجه جديد يلتحق بالركب لأن هذا الركب يتعامل معه البعض على أنه محظوظ ويجلب المال والشهرة بطريقة أسرع”.
لذلك فارتداء قميص فيه عبارة مسيئة إلى الذات الإلهية، حسب الكنبوري “ليس سوى تعبير عن نفس الوضع بطريقة هيستيرية فقط، فهو تحول في الكم لا في النوع، بينما هناك أساليب أخرى لا تصل إلى هذا الحد حفاظا على التوازن، لكنها من نفس النوع”.
كما أوضح، أن “ما يلاحظ هو أن أقطاب هذا التيار في المغرب يشتغلون بطريقة ماكرة، فهم يورطون أشخاصا بسطاء في سلوكات معادية للدين بسبب حجم التحريض وإعطاء الانطباع بأن الوضع هادئ، فيتعرضون للمتابعة بينما يلتزم هؤلاء الصمت ولا يتبنون قضيتهم، وهذا توريط حقيقي يقع فيه البسطاء الذين لا يعرفون بأن ما هو مسموح لأولئك الأقطاب غير مسموح لهم هم، وهذا يطرح سؤالا مباشرا حول طبيعة اللعبة المزدوجة التي يلعبها هؤلاء ومن يوظفهم”.
وفي آخر منشوره أكد الكنبوري أن الحقيقة هي “أن أقطاب العلمانية والإلحاد في المغرب أصبحوا من المحظوظين، فيما يتم التضييق على الأصوات الوطنية الحقيقية وتهميشها، وقد حذرنا غير مرة من هذه السياسة الرمادية التي لا يعرف أحد أي لون ستأخذه عندما ينطفئ الرماد”.



