أكادير.. رئيس المجلس الجماعي بين الغياب وشروط الرئيس الناجح
هوية بريس – سعيد الغماز
الغيابات المتكررة عن دورات المجلس للسيد رئيس المجلس الجماعي لأكادير عزيز أخنوش، أثارت حفيظة المهتمين بالشأن العام لمدينة الانبعاث، وخلقت جدلا واسعا بين ساكنة المدينة. وقد تم تناول الموضوع من زاوية قانونية مرتبطة بالمادة 67 من القانون التنظيمي للجماعات، وهل تنطبق هذه المادة على رئيس المجلس أم هي خاصة بالنواب والمستشارين فقط. المغرب شرع في تطبيق مقتضيات الحكامة الجيدة، لذلك يجب تناول الموضوع من زاوية أخرى مرتبطة بالمهام التي يجب أن يقوم بها رئيس المجلس الجماعي بشكل عام، وذلك عبر طرح سؤال: ما هي شروط الرئيس الناجح؟
من بين أهم هذه الشروط نذكر استقبال المواطنين على مدار الأسبوع. فرئيس المجلس الجماعي هو شخص منتخب، قام بحملة انتخابية، قدَّم وعودا وأعطته الساكنة ثقتها بتدبير أمورها وأمور مدينتها. لذلك ينبغي على رئيس المجلس الجماعي أن يخصص الوقت الكافي للساكنة كل أسبوع، للاستماع إليها والتدخل فيما يدخل ضمن صلاحياته. علما أن استقبال الساكنة والانصات لها سيمكن الرئيس من معرفة الاختلالات والتدخل لمعالجتها قبل استفحالها.
فهل يستقبل السيد الرئيس سكان المدينة كل أسبوع؟
رئيس المجلس الناجح هو ذاك الذي يقوم بزيارات دورية لمختلف المصالح التابعة للجماعة الترابية، للوقوف عن مدى احترام الموظفين للعمل وكيفية أداء المهام المنوطة بهم، وكذلك الوقوف على ظروف عملهم لتطوير الشروط المرتبطة بأجواء ملائمة لممارسة الشأن الإداري.
فهل يقوم السيد الرئيس بهذه الزيارات لمصالح الجماعة؟
الرئيس الناجح هم الذي يخصص وقتا يوميا للتجول في المدينة، والوقوف على كيفية اشتغال الشركات المكلفة بإنجاز المشاريع التنمويية. والوقوف كذلك على سير أشغال مصالح جماعته كالنظافة والإنارة والرياضة وغيرها من المهام الجماعية. هذه الخرجات التي يجب أن تكون يومية، من شأنها أن تجعل الرئيس يقف على الاختلالات ويجد الحلول قبل تفاقم المعضلات وقبل فوات الأوان.
فهل يقوم السيد الرئيس بهذه الجولات اليومية؟
الرئيس الناجح هو الذي يتوفر على لوحة القيادة (Tableau de Bord) . فالإشتغال وفق لوحة قيادة مدروسة بعد مناقشة مستفيصة مع جميع الأطارف المرتبطة بالتدبير الجماعي، من شأنه أن يجعل الرئيس يشتغل وفق ضوابط الحكامة الجيدة بعيدا عن الارتجالية والعبثية وقرارات آخر لحظة.
فهل يتوفر السيد الرئيس على لوحة قيادة علما أن برنامج جماعته لم يخرج بعد للوجود بعد سنة من الإشتغال؟
الرئيس الناجح هو الذي يحرص على حضور مجلس إدارة المؤسسات التي يكون مسؤولا فيها بنص القانون. وفي حالة مدينة أكادير فإن السيد عزيز أخنوش، بصفته رئيسا للمجلس الجماعي، هو عضو في المؤسسات التالية: شركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة، شركة التنمية المحلية اكادير الكبير للنقل والتنقلات، شركة التنمية الجهوية للسياحة، الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير، المجلس الجهوي للسياحة، المركز الاستشفائي الجامعي لأكادير. كما أنه عضو في العديد من اللجن والهيئات الاخرى مثل مجلس الجامعة، لجنة تتبع برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، بالإضافة الى المسؤولية النيابة في مكتب مؤسسة التعاون بين الجماعات أكادير الكبير، ورئاسة أو عضوية عشرات لجن تتبع الاتفاقيات التي تكون جماعة أكادير طرفا فيها… ومادام السيد الرئيس لا يحضر دورات المجلس الجماعي الذي يرأسه، فهو بالتأكيد لا يحضر مجالس إدارة هذه المؤسسات، وبالتالي فهي تشتغل بعيدا عن أعين الجماعة الترابية. فعن أي تدبير نتحدث؟ وأين هي الحكامة الجيدة مع هذا الغياب؟
وإذا علمنا أن ساكنة أكادير تتعلق كثيرا بنجاح برنامج التنمية الحضرية 2020-2024 الذي تم التوقيع عليه أمام جلالة الملك، وأن الرئيس لا يتتبع عن قرب هذا البرنامج الذي يتعرض لانتقادات في الإنجاز من طرف المجتمع المدني، فإننا يجب أن نطرح على أنفسنا بكل جدية وبكل مسؤولية سؤال: هل السيد أخنوش رئيس ناجح في جماعة أكادير؟
أما بخصوص تفويض مسؤوليات الرئيس، فتلك قصة أخرى. الكل يعرف إبعاد المتمرسين في الشأن السياسي الذين راكموا تجربة معتبرة في تدبير الشأن المحلي، ليحل مكانهم فريق لا خبرة له ولا دراية له بتدبير الشأن المحلي. ربِح السيد الرئيس رهان فريق طيِّع لا يجرأ حتى على التعليق على قراراته وبالأحرى معارضته أو انتقاده. لكنه سيخسر التدبير والتسيير وستخسر، لا محالة مدينة الانبعاث الشيء الكثير.
يجب الجواب عن هذا السؤال واتخاذ الاجراءات اللازمة قبل أن يأتي يوم تقول فيه الساكنة، يا ليت…..؟؟؟؟