أكثر من عشرين هيئة علمية ودعوية تعلن رفضها مسلسلات التطبيع
هوية بريس – عابد عبد المنعم
من خلال بيان مشترك أعلنت ثلاث وعشرون هيئة علمية ودعوية رفضها لمسلسلات التطبيع، وأوضحت أن أخطر فتنة تواجه الأمة في هذا الزمان سعي أعدائها وأوليائهم لتبديل دين المسلمين بتغيير موقفهم من ثوابت ملَّتهم، ومحكمات شريعتهم، ومعالم تاريخهم، وأصول حضارتهم، ومن تلك القضايا الكبرى: قضية فلسطين، ومسرى الرسول الأمين ﷺ.
وأضاف البيان “لقد ذهلت الأمة عامَّة –ومَن في الخليج خاصة– وهي تتابع في شهر القرآن والصيام كيدًا ومكرًا إعلاميًّا، وسقوطًا أخلاقيًّا، وانحطاطًا حضاريًّا، عبر مسلسلات تُشوِّه وجه الحق في القضية الفلسطينية، وتُروِّج للتطبيع، وتعبث بعقيدة الولاء والبراء.
ومع إعلان كثيرٍ من النظم العربية رفض التطبيع، ورفض بيع القضية بثمنٍ بخسٍ، إلا أن بعض الإعلام الممول عربيًّا يعمل في اتجاهٍ معاكسٍ تمامًا!”.
وأعلنت الهيئات الموقعة على البيان للأمة ما يلي:
أولًا: إن فلسطين بقدسها وأقصاها إسلامية عربية منذ فَتحَها الفاروق، وإلى أن يرثالله الأرض ومَن عليها، لا حقَّفيها ليَهُوديٍّ غاصبٍ، ولاصهيونـيٍّ معتدٍ.
ولا يملك أحدٌ كائنًا مَن كان أن يتنازل عن شبرٍ منها، فمَن فعل، فقد خان أمانته وأمته.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].
ولأهل الإسلام حقُّ تحرير قدسهم، ومَسْرى نبيهم، وما بالمسلمين من ضعفٍ لا يبيح لهم ما يسمَّى بـ «التطبيع»، أو مقايضة الأرض المقدسة بما يزعمونه سلامًا، أو يروِّجون له من صفقة العار.
ومهما طال الزمن فإن للمسلمين كَرَّة يدخلون فيها مسجدهم، كما دخلوه أول مرة، قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّعَزِيزٌ﴾ [الحج: 40].
والشعب الفلسطينيُّ المسلم الأَبيُّ موضع تقدير المسلمين، وجهاده ونضاله موضع اعتزاز، والمواقف الفردية المرفوضة للبعض لا تُمثِّل هذا الشعب، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: 71].
ثانيًا: إنَّ الواجب حِيَالَ الأعمال الفنيَّة المشبوهة، والأصوات الإعلامية المأجورة المسيئة لقضايا الأمة- وعلى رأسها قضيَّة فلسطين، ومَسْرى النبي الكريم ﷺ– يجب أن تُحَالَ إلى هيئات كبار العلماء ولجان الإفتاء لتقول فيها حكمًا شرعيًّا، ثم يُتَّجه بها إلى ساحات القضاء ليحاسب المبطلون والمفسدون، وعلى الحكومات والأحزاب السياسية أن تعلن موقفها من خزي التطبيع بوضوحٍ، وألَّا يكون موقف البعض مزدوجًا بشكلٍ مريبٍ، كما هو الحاصل اليوم!
ثالثًا: إنَّ الشعوب المسلمة وإنْ ضيق عليها بكل سبيلٍ، فلن تَقبل بالتنازل عن مقدساتها، ولن تبيع أرضها وقضيَّتها، وترويج الصفقات الفاسدة والمفاهيم المنحرفة عبر الإعلام لن يزيد الشعوب إلا تمسُّكًا بقيم ومفاهيم الإسلام الصحيحة، وقضيته العالمية الأولى.
وستُسقط الشعوب كل مَن يشارك في تزييف وَعْيها بأعدائها، ويدعوها لموالاتهم ومحبَّتهم.
رابعًا: الوصية للأمة بأسرها في هذا الشهر الأغر الكريم أن تعتصم بكتاب ربها، وسُنَّة نبيها ﷺ، وأن تجتنب دعاوى المضلين كافَّة، وأن تجدد توبتها، وتجمع كلمتها، وتطالب قادتها بالاستقامة والمرابطة على حفظ حقوقها ومقدساتها، وسد ذرائع التهاون والتنازل عنها، والصبر على الإغراءات والتهديدات كافة، ومن صبر ظفر.
وعلى علماء المسلمين، ودُعاتهم، ومُفكِّريهم، ومُثقَّفيهم أَخْذ مواقعهم في حراسة ثغور الدين العلمية والعملية، كلٌّ بحسب قدرته؛ تصحيحًا للمفاهيم، وردًّا للشبهات، وتثبيتًا للقلوب، وطلبًا للنصر من الله العزيز الحكيم.
قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51].
حرر يوم السبت 16 رمضان 1441هـ يوافقه 09/05/2020
الهيئات الموقعة على البيان: