أكلة البطاطس
هوية بريس – برعلا زكريا
طبخت الأم البطاطس, وقالت لولدها : كل البطاطس. فقال الولد : أنا لا آكل البطاطس. فغضبت الأم غضبا شديدا وقالت للولد : ألا تعلم أن ثمن البطاطس تجاوز خمسة عشر درهما للكيلوغرام الواحد؟
فسمع الأب قولهما وأضاف : ليس البطاطس فحسب، بل كل ما نحتاجه للعيش لم يعد في المتناول.
فقال الولد لأبيه : ما سبب هذا الغلاء وكيف سنعيش بعد الآن ؟
فقال الأب : إنهم المضاربون في الأسعار يا ولدي هذا ما قاله الناطق الرسمي باسم الحكومة.
فقال الولد : هل سنصبح كأولئك الذين يموتون جوعا في بعض الأقاليم من إفريقيا ؟ أو في مناطق النزاع والكوارث أو كبعض البلدان القريبة من الانهيار كتونس أو لبنان؟
فقال الأب : أتمنى ألا يحصل ذلك يا ولدي وحالنا أفضل مما ذكرت والحمد لله، مع ذلك فإن بعض الدراسات تؤكد أننا مقبلون على شهور صعبة بسبب ارتفاع التضخم وزيادة أسعار المواد الغذائية والأزمة العالمية في القطاع المصرفي والحرب الروسية.
فقال الولد : لكن يا أبي بعض أصدقائي يشترون ما لذ وطاب ولا يعانون من غلاء الأسعار فما سبب هذا الفرق بيننا وبينهم؟
فأجابه الأب :لعلهم أبناء المضاربين الذين يستغلون المبررات كعادتهم، ويحتكرون السلع ويزيدون في الأسعار بسبب جشعهم المفرط وسعيهم وراء الربح والثراء، ولو كان ذلك على حساب الضعفاء.
فقال الولد : لماذا لا يتم منعهم ومعاقبتهم ؟
فقال الأب : سمعت الناطق الرسمي باسم الحكومة تارة يقول أنه يعرفهم وتارة أخرى يقول أنه لا يعرفهم، يبدو أنها مشكلة معقدة قد لا يقوى أحد على حلها.
فقال الولد : لا عليك يا أبي، سآكل البطاطس وحلمي بعد اليوم هو أن أصير مضاربا عندما أكبر كي لا أعاني مثلك من ارتفاع الأسعار.