ألم يكن حريا بطارز خطبة جمعتنا المباركة أن..

هوية بريس – محمد بوقنطار
جميل جدا أن يتم في الجزء الثاني من الخطبة الرسمية الموحدة في سياق سياسة تسديد التبليغ، التذكير والتنبيه ومن ثم التحذير من خطر وعبث وترف تعريض الثروة الغابوية الوطنية إلى كوارث النيران المحرقة والشهب الحارقة، سيما والصيف على الأبواب، ولطالما شاهدنا كيف مست الحرائق أقواما ودورا وعمرانا وبلدانا وأوطانا بنصب وعذاب…
ولكن غير الجميل، والمستقبح الوبيل أن يصادف ظهر إلقاء هذه الخطبة، وأن يردفه في نفس اليوم مساء سيتم في ليله البهيم وشر غاسقه الرجيم الشروع بكل إسراف وعبث وإتراف إشعال فتيل إحراق الثروة البشرية والأخلاقية والمالية في منصات أعدها منظموها لإتلاف ما بقي من رمق حياة حقيقية لا تزال بعض الصدور تختلج بأنفاسها النقية التقية.
نعم اليوم تشرع منصات موازين مغرب الثقافات بتقديم تباريح جاهليتها، ونياحة ترانيمها الواقعة والموقعة في مناخ تعيش فيه الأمة أرذل عمرها، ومنكوس حياتها، حياتها بين الأمم المتجبرة في بغي وعدوان، حياتها المليئة بالهزائم في ميادين الطب والهندسة والفلك والصناعات الحربية، والكهرباء والدواء…
لقد كان حريا بكاتب الخطبة، وطارز نسيجها المقفى الملحون، وطابخ مأدبتها المعدة للتلاوة على الحصر إلقاء وعلى القصر استهلاكا وإنصاتا، أن يحذر من هذا الإحراق لأنه أفظع وأشنع، وأوقع، وأصرع، وأبرع في إهلاك الزرع والضرع والشرع، من إحراق شجر وإتلاف حجر…
لقد كان حريا بكاتبها الفقيه العلامة الغيور الجسور مجهول العين، معلوم الحال، أن يحذر في ذيلها الأخير باستطراد خاطف من إقبال الناس على بيع الغبن هذا، فإنه والله وبالله وتالله لحشف تمر مع سوء كيلة، وإنه لفول نيء تالف… ولكن وللأسف الشديد لا يزال لعرضه في سوق بوارهم كيال منا عالف، وتلك مصيبتنا، وذلك داؤنا الوبال، وتلك دارنا خاوية على سرادقها وبئر معطلة وركح مشيد، يقف أمامه الكسور ليلا طويلا، في تقصف شبيه بزحمة جوعى أمام تنور ومخبز محسن لص يجود برغيف صدقة مسحوت البر “بضم الباء” على مسكين ذي متربة، أو يتيم ذي مقربة، محسنون تلصصوا الطحين وتصدقوا على أصحابه بمجزوءة رغيف ثم طفقوا يأخذون لهم وبمعيتهم صورا تذكارية تحفظ سلوكهم للناس وللتاريخ وأنى يتقبل الله منهم، وقد جاء في شطر الخطبة الأولى الكلام عن طيب الرزق وحلال الكسب وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا… ثم ذكر الرجل أشعت أغبر يطيل السفر…؟؟؟!!!!!



