أمريكا تريد من السعودية وتركيا الاستسلام للمحور الإيراني الروسي
هوية بريس – متابعة
الخميس 18 فبراير 2016
أكد الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان أن سبعة أطراف، بما فيها روسيا و”داعش”، تلتقي ضد هدف واحد هو تصفية المعارضة وإنهاء ثورتها على نظام بشار الأسد. ولا يحرّكها التقاء المصالح فحسب، بل ارتباطها جميعا بمحرّك أرضي واحد هو إيران .
وأضاف في مقال بجريدة الحياة بعنوان أمريكا إذ تسلم سوريا لروسيا وإيران: أن ما جعل هجمات إيران وتقدّمها ممكنين، هو عنصر حاسم واحد: طائرات روسيا. وقد تمتّعت هذه الطائرات وتلك الهجمات بغطاء ديبلوماسي قوامه القبول الأميركي بـ”سحق” المعارضة عسكريا كي يمكن سحقها سياسيا. فباراك أوباما، مثل فلاديمير بوتين، لم يقتنع يوما بأن هناك شعبا ثار للتخلّص من الظلم والاستبداد، بل انشغلا معا في إدارة الصراع واستكشاف إمكانات استغلاله، أوباما لتسهيل التوصل إلى اتفاق نووي وقد حصل عليه، وبوتين للبحث عن مساومة يخرج منها رابحا في… أوكرانيا ولم يحصل عليها بعد.
وتابع: في هذه المساومة يعرض بوتين رأس الأسد لكنه يطالب بثمنه، مدفوعا مسبقا. “ثمن الأسد” ليس في سورية بل خارجها، ووفقا لمسؤول أوروبي بارز فإن لبوتين أربعة مطالب: الاعتراف بضمّ شبه جزيرة القرم إلى روسيا، تسوية غربية – روسية لتقاسم أوكرانيا، اتفاق حصري على تزوّد أوروبا بالغاز الروسي، ورفع العقوبات الأميركية والأوروبية. ويمكن إضافة مطلب خامس يتعلّق باستجابة شروط روسيا على مشروع “الناتو” نشر درع صاروخية في أوروبا… لم تستجب أمريكا وأوروبا لمطالب بوتين، ولو كانت الحرب متاحة في أوروبا لكان سارع إليها بلا تردد، بالنظر إلى أهمية أوكرانيا استراتيجيا لروسيا.
ورأى أنه قبل أن تصبح العقوبات أكثر إيلاما، رأى بوتين الالتفاف على مأزقه بالذهاب إلى حرب في سورية واستخدامها للضغط والتصعيد استدراجا للمساومة. لكنه لمس أن ليس لدى الغربيين في سورية ما يقايضون به في أوكرانيا، حتى أنهم وافقوا على بقاء الأسد، بل لم يهتموا لتهديده بالإجهاز على المعارضة. قال للروس إنه ذاهب إلى ضربة استباقية لإرهاب “داعش” قبل استفحاله ووصوله إلى موسكو، لكنه استهدف المعارضة، ثم راح يستفز تركيا ليتحرّش بـ”الناتو”، ارتكب جرائم تطهير عرقي، ضاعف أعداد اللاجئين لإقلاق الأوروبيين، نسف مفاوضات جنيف ومزّق القرار 2254، مؤكّدا توجّهه إلى حل عسكري، ثم أرسل وزيره إلى ميونيخ حاملا عرضا لـ “وقف إطلاق النار” علَّه يسمع من نظيره الأميركي ولو تلميحا بصفقة ما في شأن أوكرانيا والعقوبات. وبعد تفاوض ماراثوني، ظهر جون كيري وسيرغي لافروف ليلا ليقولا أن لديهما “اتفاقا”، وليعاودا الظهور نهارا فيقولا أنه “اتفاق” غير قابل للتطبيق.
وأردف بدرخان: واشنطن حسمت أمرها بتسليم سورية إلى نظامَي روسيا وإيران، المشابهَين لنظام الأسد، وتوقّعت من حلفائها، لا سيما السعودية وتركيا، أن يستسلموا لهذا الواقع، وأن يتفرّجوا على الأسد والإيرانيين وهم يحاربون “داعش” بعدما صنعوه واستخدموه إلى أن انتهت صلاحيته، بل توقّعت أن يقبل حلفاؤها بإخراجهم من المعادلة السورية، وفقا للمفكرة.
لا اظن ان تركيا ولا السعودية راضيتان بالوضع الذي فرضته روسيا و ارتضته امريكا و اوروبا ، كلاهما تريدان التدخل لاعادة التوازن لصالح المعارضة لكن الامر ليس بالهين مع الوجود الروسي. السؤال الذي يفرض نفسه هل تركيا و السعودية مستعدتان لكل التداعيات التي قد تنجم عن هكذا خطوة بما فيها الاحتكاك بالموسكوفار ؟ ما على الدول العربة ان تعيه ان العراق قدم على طبق من ذهب لايران و بمساهمة غير مباشرة للعرب !!! اذا تم التفريط في سوريا فلا تعتقدوا ان ايران ستكتفي بلستنتشي بالانتصار و ستطمع بالمزيد .