ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، مساء أمس السبت بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، حفلا دينيا كبيرا إحياء لليلة القدر المباركة.
وبعد صلاتي العشاء والتراويح، رتل المقرئ الطفل عبد المجيد الشمسي (13 سنة) من مدينة الدار البيضاء، وهو الفائز بالرتبة الأولى لجائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تقدم للسلام على جلالة الملك وتسلم الجائزة من يدي جلالته.
وتعكس هذه الجائزة الاهتمام والرعاية اللذين ما فتئ أمير المؤمنين يوليهما لحفظة كتاب الله وتشجيع النشء الصاعد على حفظ وتجويد القرآن الكريم.
إثر ذلك، ألقى الأستاذ حسن المناعي عالم من تونس، بين يدي جلالة الملك، كلمة باسم العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية لعام 1437 ه، أعرب فيها عن شكرهم الجزيل وامتنانهم الكبير لجلالة الملك على تشريفهم بالمشاركة في هذه الدروس، وعلى ما لقوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، سائلين الله تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين ويمد في عمره ويعيد على جلالته مواسم الفضل والخير والبركات.
وقال في هذا الصدد “لقد ألقيتم في قلوب شعبكم الطمأنينة والرضى، وغرستم فيه التراحم والتشاور والنماء والإخاء والتسامح والوسطية ونبذ الغلو والعنف، وجمعتم عملاء القارة الإفريقية على البر والتقوى ذودا عن الدين والاوطان حيث تسابقوا يتفيؤون ضلال أمنكم وعزكم ، وأويتم واكرمتم علماء الأمة من جميع البقاع على اختلاف ألسنتهم وضربتم لهم موعدا في شهر البركات من كل سنة”.
وأضاف أن الدروس الحسنية باتت “موعدا يسعد له العلماء من اوطانهم ليلقوا ما فتح الله به عليهم من علم في أرض، اهلها أخيار وعلماؤها أبرار وقادتها أنصار، فتزداد بهم شجرة العلم بينهم بهاء وضياء وعطرا يعيد للمغرب السعيد إشراق نهضته وحضارته وامجاد تاريخه”.
وبهذه المناسبة الدينية العظيمة، تم ختم صحيح البخاري من طرف السيد حسن أمين عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات عين الشق، بعد سرد “حديث الختم” من طرف الفقيه عبد العزيز الغراوي عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات عين الشق.
وبعد ذلك، سلم أمير المؤمنين جائزة محمد السادس ل “أهل القرآن” وجائزة محمد السادس ل “أهل الحديث”، للفائزين بهما على التوالي، السيدان إبراهيم الأنصاري، مدرس بالمدرسة العتيقة المنيزلة بتارودانت، وأنس وكاك استاذ الحديث وعلومه بكلية اللغة العربية بمراكش.
كما سلم جلالة الملك، حفظه الله، جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية بفروعها الثلاثة، للسيد محمد الحفياني من كتاب الهداية بقصر اولاد حسين بارفود (جائزة منهجية التلقين)، والسيد إبراهيم أسوكا من كتاب الامام مالك بآسني إقليم الحوز (جائزة المردودية)، والسيد عبد الرزاق الفلالي من كتاب الحسن الثاني بفاس (جائزة التسيير).
وفي ختام هذا الحفل الديني المهيب، رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وينصره نصرا مبينا يعز به الإسلام والمسلمين، وبأن يتوج بالنجاح أعماله ويحقق مطامحه وآماله ويبارك خطوات جلالته السديدة، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما توجه الحاضرون بالدعاء إلى العلي جلت قدرته بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
حضر هذا الحفل الديني، على الخصوص، رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون بالمغرب، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والعلماء الذين شاركوا في الدروس الحسنية الرمضانية، ورؤساء المجالس العلمية والمنتخبون وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.