أمين ظافر: عندما ينتصر المداويخ، مساهمة في التوضيح
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الخبير وأستاذ التعليم العالي أمين ظافر، تحت عنوان “عندما ينتصر المداويخ، مساهمة في التوضيح”، ذكر فيها معلومات مهمة عن المقاطعة، والجواب على بعض الأسئلة عليها، وجاءت كالتالي:
“لم يكن أشد المتفائلين من المقاطعين يتوقع أن تحقق حملتهم نتائج مهمة في أيام قليلة و أعتتقد أن تظافر مجموعة من الأسباب حقق هذا النجاح ومن بينها:
1. وجود ظرفية مشجعة حيث تكتوي فئات كبيرة من لهيب الأسعار و خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الفضيل الذي يعرف ارتفاعا في الإستهلاك.كما أن غياب البدائل جعل المواطن يتوق لأي شكل إحتجاجي يعيد له بعضا من الثقة.
2. استهداف شركات محددة ساهم بشكل كبير في نجاعة المقاطعة لوجود البدائل في السوق حتى لا يجد المستهلك صعوبة في تقبلها. فلو تمت مقاطعة جميع شركات الحليب مثلا لفشلت الحملة في الحصول على الزخم المنشود.
3. اختيار الشركات الأكبر كان مدروسا لكونها من تحدد الأسعار في سوق لا يؤمن بقوانين العرض والطلب. فالمجالات التي يكون فيها عدد الشركات محدودا، تعمد الشركات لتبني ثمن واحد حتى تحقق أعلى نسب الربح. وهذا يجعل جميع الشركات مستفيدة على حساب المستهلك.
4. تداخل السياسة بالتجارة جعل جبهة المقاطعين تتقوى بانخراط المعارضين لتوغل رجال الأعمال في السياسية والمتضررين من هذا التداخل. كما أن مجموعة من المقاطعين ترى أن هذه الشركات تستفيد من مجموعة من الإمتيازات ما يجعلها فوق المحاسبة والمراقبة.
5.ردود أفعال مسؤولي الشركات برهن على فاعلية المقاطعة ما جعل فئات واسعة تنخرط في الأيام الموالية. فعوض أن تتبنى هذه الشركات إجراءات ملموسة تظهر فيها حسن نيتها وتخاطب المستهلك (الزبون يعتبر ملكا) بطريقة تبريرية عبر تقديم توضيحات عن بنية الأسعار أو التركيز على الجودة.. قامت باستفزاز مجموعة كبيرة من الشعب وجعلت المقاطعة تتقوى (ها الخونة، ها القطيع، ها المداويخ).
6. انخراط مجموعة من فاقدي المشروعية في حملة معادية جعل الإصطفاف واضحا بين من يدافع عن الشعب ومن يدافع عن اقتصاد الريع. (الصحافة الصفراء، أشباه الفنانين، سياسيي الكوطة).
7. استعمال وسائل التواصل الإجتماعي بطرق مبتكرة غلبت عليها النكتة والدعابة جعل العديدين يباشرون في إشهار الحملة عبر البارطاج الكثيف. (شعب عظيم كلشي كيردوه نكتة).
8. عدم ارتباط الحملة بأشخاص معينين أو توجهات معروفة يجعلها أكثر مصداقية ويصعب مهمة الشركات في غياب أشخاص يمكن التفاوض معهم أو الضغط عليهم. فلا أحد اليوم يمكنه وقف المقاطعة إن لم تتحقق المطالب ولو بصفة جزئية.
هذا ويجب الإشارة إلى أن نجاح هذا الشكل الإحتجاجي ليس جديدا فالمغاربة قاطعوا منتوجات المستعمر سابقا كما قاطعوا المنتوجات الأمريكية والإسرائيلية وربما الجديد هو وجود وسائل التواصل الإجتماعي ما جعل إشهار الحملة سهلا ويصعب مراقبته.
وختاما، يمكن القول أن تجاوب الشركات سيطول لأنها ألفت أن تحدد أسعارها كيفما شاءت في غياب آليات للمراقبة وجمعيات حماية المستهلك ويمكنها أن تتحمل خسارة أيام لكنها لا يمكن أن تقبل أن تنجح المقاطعة في أهدافها لأن ذلك معناه أن عليها أن تحترم المستهلك ومتطلباته وتحذر من خطواته وهذا أمر يصعب عليها تقبله وهي التي تأكل الغلة منذ أمد طويل دون حسيب ولا رقيب في ظل إقتصاد ريع ورثوه عن آباءهم.
تحياتي #مقاطعون #خليه_يريب