أم أنها ببساطة وظيفة.. تُؤدى بلا شغف ويُقبض أجرها آخر الشهر؟

22 أبريل 2025 18:52

هوية بريس – أيمن بوبوح

في لحظةٍ تاريخية يُفترض أن يكون وضوحها كوضوح الدم على البياض، تخرج علينا أصوات محلية تردّد خطاباً مستعاراً، تزعم فيه أن التضامن مع غزة ضربٌ من السذاجة، وأن بروباغندا معينة نجحت في “برمجة” وجدان المواطن المغربي… وكأن المغربي مجرد هيكل بيولوجي قابل للتهيئة، لا كائنٌ حرّ له قلب وعقل وضمير.

اللافت -بل المريب- أن هذه الأصوات التي نصّبت نفسها أوصياء على النوايا ومحاكم تفتيش للانتماءات، لا تكلّ ولا تملّ من التنقيب في أخبار قاع الخابية لممارسة شعيرتها المقدسة في فقه التفتيت: تارة بيننا وبين جيراننا، وتارة بيننا وبين من يتكلم بلساننا، وتارة مع من يشاركنا قبلة الدعاء والسجود… يجتهدون أيّما اجتهاد، ليلاً ونهاراً في تشييد جدران الشك وزرع ألغام الريبة في نفوس المغاربة.

لكن حين تسيل دماء الأبرياء تحت أنقاض الهمجية الصهيونية، يصابون بشلل مفاجئ في الحواس. ويخرج تحليلهم بصوتٍ خشبيٍّ باهت، ويُصاب العقل الجمعي لهؤلاء بعُسر نطق انتقائي.

سؤالي لهم بسيط جداً – أو “ساذج” بلغتهم:

هل استطاعت هذه البروباغندا أن تخترق أيضاً شوارع لندن ودبلن ومدريد وبرلين وباريس، حيث التظاهرات أكثر وعياً وزخماً من جلّ العواصم العربية؟

هل تسللت إلى جامعات كولومبيا وستانفورد وهارفارد، حيث أساتذة وطلبة يرفعون أصواتهم دون الحاجة إلى وسطاء عرب؟

هل امتدّ نفوذها حتى شركة مايكروسوفت، حيث تجرّأ موظفون على توقيع عريضة تُدين القتل الجماعي؟

وهل نصبح خونةً للوطن إن قررنا أن نوجّه استهلاكنا بعيداً عن أرباحٍ تغذّي آلة القتل؟

لا أدّعي الإحاطة، لكنني حقاً لا أفهم ما الإيديولوجيا التي تحرّكهم…

أهم أنفسهم ضحايا بروباغندا مضادة؟

أم أنها ببساطة وظيفة… تُؤدى بلا شغف، ويُقبض أجرها آخر الشهر؟

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة