أنقذوا البرغوثي.. فهناك من يقضي على إمكانات السلام!

31 أكتوبر 2024 13:18
إسرائيل تنقل مروان البرغوثي إلى العزل الانفرادي

هوية بريس- محمد زاوي

يتعرض المناضل الفتحاوي (حركة “فتح”) مروان البرغوثي لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال، فقد تم “تكسير أضلعه وتعريضه للتعذيب الوحشي”، في حالة أشبه ب”محاولة اغتيال وتصفية مو قبل الاحتلال”، حسب ما أكده أحمد غنيم مدير “الحملة الشعبية لإطلاق سراح مروان البرغوثي”.

أما طريقة التعذيب التي يتعرض لها مروان البرغوثي فقد وصفها بيان ل”هيئة شؤون الأسرى والمحررين” و”نادي الأسير الفلسطيني”، بمزيد من التفصيل، حيث جاء في ذات البيان أن تركزت “عملية الضرب (التي تعرض لها البرغوثي) تركزت على الرأس والأذنين، والأضلاع، والأطراف، ما أدى إلى حدوث نزيف في الأذن اليمنى، وجرح بذراعه اليمنى، وأوجاع شديدة في أنحاء جسده كافة، خاصة الأضلاع والصدر والظهر”.

الموقف الرسمي لحركة “فتح” من خلال لجنتها المركزية يؤكد “محاولة الاغتيال”، ويشير إلى مسألة بالغة الأهمية بتحميل المسؤولية للحكومة “الإسرائيلية” واصفا إياها ب”الحكومة الاحتلالية المتطرفة”. وهنا يُطرح سؤال مهم: من له مصلحة في تصفية مروان البرغوثي في سجون الاحتلال؟ ولماذا يحصل ذلك في هذا الوقت بالذات وبعد اغتيال رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار؟

ينتمي البرغوثي، كما هو حال السنوار، إلى الجيل الثاني للنضال الفلسطيني من أجل التحرير. يمثل هذا الجيل استمرار خيار المقاومة، ومعه خيار السلام المشروط بحقوق الشعب الفلسطيني.. هذا الخيار إذا استمر في فلسطين من شأنه حفظ الوجودين السياسي (السلطة) والكفاحي (المقاومة) معا في فلسطين. اغتيال السنوار يعني إخراجه من معادلة فلسطين ما بعد الحرب، وهي المعادلة التي كان سيفرض فيها وجوده لو بقي حيا. وإذا كانت تصفية السنوار قد تمت بالاغتيال في الميدان، فماذا عن مروان البرغوثي؟

إن تزامن تعذيب البرغوثي مع استئناف المفاوضات وتجدد الحديث عن مبادلات الأسرى أمر لا يخلو من دلالة، ويدخل في إطار الضغط حتى لا يكون البرغوثي ورقة من أوراقها. فخروج البرغوثي يعني فتح ملف جديد خارج سجون الاحتلال، خاصة إذا وضعت السلطة الفلسطينية يدها على غزة بشكل فعلي. فمن شأن هذه الخطوة أن تفتح آفاقا جديدة للنضال السياسي في غزة وعموم فلسطين، وهو النضال الذي لن يكون البرغوثي بعيدا عنه. الطرف “الإسرائيلي” الذي يستهدف البرغوثي اليوم لا يقبل بهذه المعادلة، لأنه لا يعترف بفلسطين إلا مغلولة أو مُبادة. أما فلسطين الدولة فلا يقبل بها، كما لا يقبل بالسلام المشروط بحقوق الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

 

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M