أوروبا عاجزة عن التصدي لكورونا.. اجتماع الاتحاد الأوربي ينتهي دون خطة والجميع قلق
هوية بريس – متابعات
يعجز الاتحاد الأوروبي عن إيجاد حل جذري لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وسط تحذيرات قادته من تأثير انتشار الوباء على مستقبل الاتحاد الأوروبي، ولم يخرج القادة من اجتماع عقدوه عبر تقنية “الفيديو-كونفرانس” سوى بتوصيات غير نهائية في مواجهة تفشي الوباء.
إذ منحوا وزراء المالية في منطقة اليورو 15 يوماً؛ لإيجاد خطّة مشتركة؛ لمواجهة التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا، بينما صادق البرلمان الأوروبي على التدابير العاجلة التي أعدتها مفوضية الاتحاد الأوروبي وتخصيص 39 مليار يورو لمواجهة الفيروس.
يأتي هذا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي سببها انتشار الفيروس والإجراءات المتخذة لوقف تفشيه، إذ قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن كورونا عرّض دول العالم لأوضاع أصعب من تلك التي عاشتها إبان الأزمة المالية العالمية عام 2008.
بعد مناقشات استمرّت أكثر من ستّ ساعات خلال اجتماع عقد عن بُعد، الخميس 26 مارس، توصّل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق على مشروع إعلان مشترك لمعالجة الأزمة التي يُسبّبها الفيروس، وهو “تقديم مجموعة اليورو مقترحات في غضون أسبوعين تأخذ في الاعتبار الطبيعة غير المسبوقة لصدمة (كوفيد-19) التي أثرت على كل دولنا”.
وفي سياق متصل، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعماء الاتحاد الأوروبي من أن تفشي فيروس كورونا يهدد الدعائم الأساسية للتكتل مثل منطقة الحدود المفتوحة، إذا لم تبد الدول تضامناً في هذه الأزمة، وتابع: “المشروع الأوروبي معرض للخطر… التهديد الذي نواجهه هو القضاء على منطقة الشنغن”.
عقب انتهاء الاجتماع، أكدت رئيسة المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسورلا فون دير لاين، أنهم تناولوا خلال الاجتماع خيارات مختلفة من أجل إنشاء آلية استدانة لتمويل السياسات المطبقة بسبب الوباء، وتابعت قائلة: “قررنا العمل على مقترحات عدة لمواجهة التداعيات الاقتصادية للفيروس، وخلال أسبوعين ستعد مجموعة اليورو تقريراً يتضمن المقترحات الجديدة”.
بدورها شددت رئيسة المجلس الأوروبي على ضرورة معرفة وزراء المالية ما عليهم القيام به لمواجهة التداعيات الاقتصادية للفيروس، مضيفةً: “سنستمر في العمل من أجل تحقيق توافق على إنشاء أداة دين مشتركة”، وأوضحت أن هناك 5 أولويات لدى الاتحاد الأوروبي في إطار الجهود التي يبذلها لمواجهة الفيروس، وأول هذه الأهداف، بحسب قولها، هو الحد من انتشار الفيروس.
أما بالنسبة للأولوية الثانية من أولويات الاتحاد، فهي توفير المعدات الطبية، والثالثة إجراء البحوث العلمية، فيما كانت الموضوعات الاقتصادية الأولوية الرابعة، أما الأولوية الخامسة للاتحاد في حربه ضد كورونا، فتتمثل في إجلاء المواطنين الأوروبيين العالقين بعدد من البلدان حول العالم، وفق المسؤولة الأوروبية.
ووفق “عربي بوست” فقد صادق البرلمان الأوروبي، الخميس، على التدابير العاجلة التي أعدتها مفوضية الاتحاد الأوروبي؛ لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا، في جلسة استثنائية شهدها البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، حيث وافق الأعضاء على مبادرة استثمارية بقيمة 37 مليار يورو (39 مليار دولار أمريكي)، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا في القارة العجوز.
الجمعية العامة للبرلمان إلى جانب المصادقة على المبادرة المذكورة بموافقة 683 نائباً بالبرلمان، شهدت كذلك المصادقة على 800 مليون يورو المستمدة من صندوق التضامن للاتحاد الأوروبي، بموافقة 671 نائباً. ويتعين موافقة المجلس الأوروبي على هذه التعديلات، ونشرها في الجريدة الرسمية حتى تدخل حيز التنفيذ.
قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عرّض دول العالم لأوضاع أصعب من تلك التي عاشوها إبان الأزمة المالية العالمية عام 2008، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته، مساء الخميس، عبر تقنية الفيديو-كونفرانس من مقر إقامتها بالحجر الصحفي في منزلها، وذلك عقب مشاركتها بالتقنية ذاتها في اجتماع لقادة الاتحاد؛ لمناقشة تداعيات الفيروس.
أما عن كيفية قضائها يومها في الحجر الصحي، فقالت ميركل: “أجري كثيراً من المقابلات المصورة والاتصالات الهاتفية، لقد اشتقت للمشاركة في مجلس الوزراء شخصياً، وللمقابلات المباشرة”. والأربعاء، أعلنت الحكومة الألمانية أن نتائج اختبار الكشف عن فيروس كورونا الذي أجري للمرة الثانية لميركل جاءت سلبية، لكنها ستواصل العمل من منزلها وسيعاد الاختبار لها الأسبوع المقبل، وذلك بعدما تلقت لقاح الالتهاب الرئوي بهدف الوقاية في 20 مارس/آذار الجاري من طبيب أظهرت الفحوصات أنه مصاب بكورونا.
على صعيد آخر، تباحث الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون حول سبل التعاون الوثيق في الجهود الدولية الرامية للتصدي للفيروس، خلال اتصال هاتفي جرى بين الجانبين، مساء الخميس، كما تناولا سبل التصدي للفيروس على مستوى العالم عبر التعاون بين الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن (الصين، والولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا، وبريطانيا)، والدول الأعضاء في مجموعة السبع الصناعية الكبرى، ومجموعة العشرين لمساعدة المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي؛ للقضاء بسرعة على تفشي الفيروس، وتقليل الآثار الاقتصادية الناجمة عنه.
انتشار الفيروس عالمياً: حتى منتصف ليلة الخميس/الجمعة، أصاب كورونا قرابة 530 ألف شخص حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 23 ألفاً و700، فيما تعافى أكثر من 122 ألفاً. ولا تزال إيطاليا متصدرة دول العالم من حيث عدد الوفيات بواقع 8 آلاف و215، فيما تصدرت الولايات المتحدة دول العالم وبينها الصين، من حيث عدد الإصابات، بعد ارتفاع الحصيلة، الخميس، إلى أكثر من 82 ألف مصاب.
انتشار الفيروس أجبر دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.