أولويات مطالب الناس بحسب ميزان الشرع الإسلامي

هوية بريس – عبد الرحمن بن محمد زحل

المطلب الأساسي للناس يجب أن يكون تحقيق العدالة مع الكرامة التي هي الحرية المنضبطة بعدم الإضرار بالنفس أو الغير. فمعهما تتحقق جميع المطالب الفئوية والخبزية التي إن ثار الناس لأجلها فقط لا يحققون غير الفوضى.

ولذلك أمر الله تعالى الحكام برد الحقوق الحافظة للكرامة لأصحابها وبالحكم بالعدل بين الناس كما في قوله سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) سورة النساء:58.

والحرية يجب أن تكون منضبطة لأن لها تصورات كثيرة عند الناس قد تؤدي إلى نتائج عكسية، ولهذا ضبطها الإسلام بضوابط شرعية تتلخص في حفظ الكليات الخمس التي عليها مدار سعادة المجتمع وانسجامه:

1- حفظ الدين: فمقدسات الناس الدينية لا يُساغ ازدراؤها أو الانتقاص منها فهي خط أحمر لا تشمله حرية التعبير، لأن الإنسان يعادي وينتقم ممن مس مقدساته.

2- حفظ النفس: فأنت حر ما لم تضر بجسدك أو تُعَرِّضْ تصرفاتُك الآخرين للأذى في أجسادهم.

3- حفظ المال: حريتك في اكتساب المال وإنفاقه تنضبط بعدم الإضرار أو المساس أو الاستيلاء على أموال الآخرين بغير وجه حق وطيب نفس منهم.

4- حفظ العرض: كرامة الناس وشرفهم وحفظ نسبهم من الاختلاط خط أحمر يقف عنده كل تصرف لا مسؤول بدعوى الحرية.

5- حفظ العقل: كل تلك الكليات السابقة لا تُحفظ إلا بالعقل الذي هو مدار التكليف، فإذا حُجب العقل بخمر أو مخدر أو غيره وقع في كل تلك الخطوط الحمراء فتضيع بذلك حقوق كثيرة.