أوهام ومغالطات دعوة عيوش إلى التدريس بالدارجة
هوية بريس – متابعة
يبدو أن دعوة رجل الإشهار نور الدين عيوش، إلى التدريس بـ”الدارجة” تتهاوى وتتجه نحو الإهمال والنسيان بعدما ظهر عدم تماسكها، واعتمادها على المغالطات والأوهام، فآخر ما جادت به قريحة عيوش حين حل ضيفا على برنامج في قفص الاتهام نشرت مضامينه يومية الأحداث المغربية اليوم على صفحاتها، قوله دفاعا عن التدريس بـ”الدارجة” إنه حتى “عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة يخاطب الناس بالدارجة، والأمر ينطبق على عدد من قيادات الأحزاب السياسية، فأي فكرة أو رؤية يجب تقديمها بالدارجة، لأنها اللغة التي يفهمها الناس، وبالتالي يمكن أن تستعمل في التدريس في السنتين أو الثلاث سنوات الأولى من التعليم”.
قبل الخوض والتعليق على كلام عيوش من الضروري تسجيل ملاحظتين أساسيتين، الأولى أنه قام بالخلط بين وظائف “اللغة العالمة”، و”اللغة العامية”، فكما أكد فؤاد أبو علي عالم اللسانيات المغربي، أن الأولى هي لغة العلم والمعرفة، والثانية هي لغة التواصل”، مبرزا حين حل ضيفا على برنامج “بيني وبينكم” الذي تذيعه “بيجدي راديو”، أن “وظائف اللغة الفصحى ليست هي نفس وظائف اللغة العامية”.
وبالتالي فابن كيران أو عموم السياسيين المغاربة عندما يخاطبون المغاربة بـ”الدارجة” فإنهم يتواصلون معهم، ولا يقومون بتدريسهم، أو تعليمهم، لذا يمكن القول إن القياس الذي أعمله عيوش في هذا السياق “فاسد” بتعبير الفقهاء.
ثاني الملاحظات، أن عيوش لم يخبرنا لحد الآن عن الحجج والبراهين والدراسات التي تؤكد ضرورة تغيير لغة التدريس في المراحل الأولى من التعليم، من “اللغة العربية الفصحى” إلى “الدارجة”، كل ما يقوله عيوش كلام في كلام لا يستند على أسس علمية، وكما قال بو علي في ذات البرنامج إن “من يروج بأن اللغة العربية الفصحى من أسباب الهدر المدرسي بنى استنتاجه هذا على مقدمة مغلوطة”، مشددا في الوقت نفسه على أن الهدر المدرسي لا علاقة له باللغة، بل بعوامل أخرى.
أما إذا كان السبب هو حدوث ما يسمى ب”القطيعة النفسية” لدى الأطفال، فأمينة ماء العينين عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، قالت ردا على هذا القول، إن الطفل عندما يأتي إلى المدرسة يتم استقباله بلغته الأم، حيث إنه عندما يلج المدرسة لا يتم التحدث معه بلغة عربية فصيحة، مضيفة أن “القطيعة النفسية” لا تقال مع اللغة الفرنسية، حيث تقوم مؤسسات التعليم الخصوصي باستقبال وتدريس الأطفال منذ سنتهم الرابعة بهذه اللغة.
نخلص إذن إلى أن هناك دوافع غير معروفة هي التي دفعت عيوش إلى الدعوة بالتدريس ب”الدارجة” عوض اللغة العربية، مادامت الأسباب العلمية والحقيقية منعدمة.
ماء العينين التي حلت ضيفة على برنامج “مواطن اليوم” على قناة ميدي 1 تيفي مؤخرا، أكدت أن ما يطرحه عيوش ليس بـ”أطروحة”، مبرزة أنه “أعجز من أن ينتج أطروحة”، لأنه ليس متخصصا ولا أكاديميا، كما أنه لم يعرفنا بهؤلاء الأساتذة المتخصصين الذي وصفتهم ب”الأشباح” الذين أنتجوا قاموسه.
ما ذهبت إليه ماء العينين، هو الذي يفسر ربما عدم طرح مشروعه داخل فضاء البحث العلمي. ونفس الأمر أكده بوعلي، بقوله إن مشروع عيوش ليس علميا، بل هو دعاية وتوجيه للنقاش العمومي، مضيفا أن عيوش يريد أن يصنع حدثا إعلاميا أكثر منه حدت علمي.
وعليه فمادام كلام عيوش إذن لا يستند على أسس علمية، ومادمنا لم نعرف بعد “الباحثين” الذي أعدوا قاموسه، فإن دعوته هذه لن تكون سوى صرخة في واد، حسب “pjd”.
همهم الرئيسي ليست العربية بل هو ابعاد المغاربة عن دينهم بدئا بالعربية وبالتالي عدم قراءة القرآن وفهمه فاحذروا يا اخوة من هذا المخطط الصهيوني