أين اختفى الحجاج الأويغور؟
هوية بريس – وكالات
مع اقتراب موسم الحج الذي طال غيابه بسبب الفيروس الصيني الذي احتاج العالم منذ سنة 2020، يتجه المسلمون إلى الحرمين الشريفين من جميع أنحاء العالم بكل بهجة وشوق ودون أي قيود هذا العام.
لكن في هذه الأثناء، إن عدم وجود الحجاج الأويغور من تركستان الشرقية قد جذب الانتباه. رغم أن الصين كانت في الفترات السابقة ترسل الحجاج الأويغور من أجل خداع المجتمع الدولي والتستر على جرائمها ونشر دعاياتها الكاذبة التي تكمن في ادعاءاتها بتتبعها الحرية الدينية، وكانت تجبر الأويغور على قول “أنا مواطن صيني”.
وفقًا لتقارير على الموقع الرسمي لما يسمى بـ “الجمعية الإسلامية في الصين”، الموقع الرسمي الوحيد للنظام الصيني المتعلق بالإسلام، أفادت التقارير وصول الوفد الأول الحج من الصين هذا العام إلى مطار المدينة المنورة الدولي في المملكة العربية السعودية في 27 مايو على متن طائرة مستأجرة من نغجشيان، وذكرت إنها تمثل ابتداء فعاليات مراسم الحج إلى المملكة العربية السعودية، وأن أول مجموعة من الحجاج تتألف من 386 شخصًا من ينتشوان وشيزوشان وأماكن أخرى في نينغشيا.
ذهب القنصلي الصيني في جدة وانغ تشيمين ونائب الرئيس والأمين العام للجمعية الإسلامية الصينية، والنائب التنفيذي لرئيس فرقة عمل الحج الصينية ما تشونغ بينغ إلى المطار للترحيب بالمجموعة الأولى من الحجاج، وكرر تصريحاته في موضوعات مثل ما يسمى ب ” السياسة الدينية الطيبة” للحزب الشيوعي الصيني، وأنشطة الحج، والوقاية من الأوبئة والرقابة والحج الآمن والمنظم والمتحضر.
ومع ذلك، لا يحتوي الموقع على أية معلومات عن الحجاج الأويغور، وإنما يجود خبر قديم واحد فقط حول الحجاج الأويغور في سنة 2016م، تحت عنوان “بدأ وفد الحج من شينجيانغ سلسلة من الأنشطة للاحتفال باليوم الوطني”. ووفقًا للتقرير، رغم أن مسلمي تركستان الشرقية قد ذهبوا لأداء فريضة الحج بكل ما ادخروه طوال حياتهم، إلا أن الصين نظمت أيضًا سلسلة من الأنشطة “الوطنية” المزعومة للاحتفال بالعيد الوطني للصين في الأراضي المقدسة، ولم تسمح لهم بأداء فريضة الحج دون تدخل. حيث أجبرتهم طوال فترة الحج على تنظيم ما يسمى بالفعاليات الوطنية لليوم الوطني للصين، وأجبرتهم على قول “أنا مواطن صيني” في المقابلات التي أجروها حول مشاعرهم.
بالإضافة إلى ذلك، من بين الجمل التي أجبروا على قولها: “نستطيع القول أن وفدنا هو الوفد الأفضل من بين جميع وفود العالم. بعد مجيئنا إلى المملكة العربية السعودية، شعرنا حقًا بمدى قوة بلدنا. نحن فخورون بكوننا مواطنين صينيين”. بينما أشاد آخر بسياسة الصين (مجبرا) بقوله: “في السنوات الأخيرة، تغيرت منطقة توربان لدينا كثيرًا. إذا قارنتها بالمملكة العربية السعودية عند زيارتها، ستعرف أن منطقتنا توربان أفضل منها”. كما ذكر التقرير الإخباري أنه من أجل الاحتفال بما يسمى “العيد الوطني” للصين، ألقى آخر خطابًا حول الموضوع تحت عنوان “الوطن الأم في قلبي، أنا أحتفل بعيد ميلاد بلدي”، وردد هتافات بصراخ مثل: “الوطن عظيم، يعيش الوطن!”
في ذلك الوقت، تم استخدام هذا كحملة دعاية كاذبة مخزية، كما قال الحجاج وهم يقسمون: “بعد العودة إلى الوطن، يجب أن نطالب أنفسنا بمطالب صارمة، ونسعى جاهدين لنكون حجاج صالحين بأفكار وأفعال جديرة بالاهتمام، وأن نكون مواطنين صالحين يحبون البلد والدين وطاعة القانون، ونقوم بمعارضة الأفكار المتطرفة بوعي، والتمسك بالنزاهة، والمساهمة في التنمية المتناغمة والمستقرة لمجتمع شينجيانغ (تركستان الشرقية) مع الإجراءات العملية”. في يومنا هذا لا نعرف الآن أين أولئك الحجاج أو في أي من معسكرات الاعتقال هم يعتقلون.
وفقًا للمعلومات الواردة من مكة، على الرغم من أن عددًا كبيرًا من الحجاج التونسيين قدموا من الصين هذا العام، إلا أن الأويغور لم يتواجدوا. في الحقيقة تحدد وزارة الحج السعودية عدد الحجاج حسب عدد المسلمين في كل دولة كل عام، وتطلع تلك الدول على حوالي ألف شخص لكل مليون نسمة. يبلغ إجمالي عدد سكان تركيا ما يقرب من 85 مليونًا، ووفقًا للبيان الرسمي لمديرية الشؤون الدينية التركية، فإن أكثر من 83000 شخص سيؤدون فريضة الحج من تركيا هذا العام.
وفقًا لذلك، حتى لو قامت السلطات الصينية بحساب العدد وأعلنت أنه 11 مليونًا لتقليل عدد الأويغور عن عمد، يجب أن يأتي ما لا يقل عن 11000 شخص من تركستان الشرقية للحج. وهذا يشمل المسلمين الصينيين “الهوي” والمسلمين الآخرين في جميع أنحاء الصين.
لكن في هذه اللحظات، مع بقاء أيام قليلة فقط على الحج، إن عدم وجود الحجاج الأويغور من تركستان الشرقية رغم الضغوط الشديدة التي تتعرض لها الصين من قبل المجتمع الدولي، يؤكد مرة أخرى على مدى قوة سياسة الإبادة الجماعية وسياسة إبادة الدين التي تنتهجها السلطات الصينية الشيوعية في تركستان الشرقية
وقد جاء في البيان المنشور على الموقع الرسمي للجمعية الإسلامية الصينية أنها اختارت وأرسلت ما يزيد قليلاً عن 60 موظفًا لتقديم خدمات شاملة مثل التوجيه التربوي والوقاية الطبية والوقاية من الأوبئة والأمن والتموين والنقل والإقامة وزيارة الحجاج خلال موسم الحج لهذا العام. ومن الواضح أن الرقم صغير جدًا.
لقد أشار المراقبون في جميع أنحاء العالم والعديد من الدول والبرلمانات ومنظمات حقوق الإنسان والتقارير الرسمية للأمم المتحدة بوضوح إلى أن شعب تركستان الشرقية يواجه الإبادة الجماعية ويتم نسيانه أمام أعين العالم. في موسم الحج الذي يعتبر ألمع تجسيد لوحدة جميع المسلمين، يجب على المسلمين أن يرفعوا صوتهم ويعلنوا بيانًا واضحًا ضد النظام الصيني الذي يحرم شعب تركستان الشرقية من فرصة أداء فريضة الحج مع المسلمين من كل أنحاء العالم.