أين اختفى من كان يصف سجود اللاعبين “بالعدوى المشرقية”؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تفاعل المتابعون لمباريات المنتخب الوطني المغربي بكأس العالم بقطر، مع رسائل اللاعبين التي كانت مميزة وتنبع من عمق الهوية المغربية الأصيلة، على الرغم من أن جلّهم نشأ في بيئة أوربية غربية.
حيث أبدى اللاعبون الاحتفاء بآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم (الأسرة)، واستحضار البعد الاجتماعي والديني والعقدي بشكل كبير في تصريحاتهم ومداخلاتهم، والاعتزاز بالحديث بالعربية، والسجود عقب كل انتصار واللهج بالله باسم الله تعالى..
وفي خضم الفورة الكروية وفرح الشعب المغربي بإنجازات المنتخب الوطني غير المسبوقة، اختفت أصوات من صدع رؤوسَنا بأن الدّين قد ولى زمانه إلى غير رجعة، وطالب بفصله عن كل المجالات الأخرى، ومنع الصلاة بالمؤسسات العمومية، وحفض أصوات المآذن لأنها تزعج المواطنين، وفق زعمه.
كما لم تعد جريدة علمانية تجرؤ أن تدعي بأن سجود اللاعبين في مباريات كرة القدم “عدوى”، وظاهرة المشرق تسللت إلينا، كما سبق وكتبت إحداها “دابا بحال الى كنعيشو شي صحوة دينية فالملاعب ولي للأسف عبارة عن تقليد بليد للمشارقة”.
في الوقت الحالي، هم يحاولون الاختفاء، ولن يتحدثوا إطلاقا عن الرموز والإشارات الدينية القوية للاعبي المنتخب، ولا عن رفع راية فلسطين عالية عقب كل انتصار.. لأنهم يعلمون جيدا أنهم إن أقدموا على هذه الحماقة فلا يمكنهم حينها ان يعدوا خسائرهم..
طبعا سينتهي كأس العالم وستعود ذات الأشخاص والمنابر لممارسة مهامها وخدمة أجندتها بالمغرب، لكن الواقع أكد وبقوة، أن التدين متجذر في التربة المغربية شاء من شاء وأبى من أبى، ورغم كل المحاولات لاجتثاثه وتشويه أحكامه وتشريعاته ورموزه، إلا كل تلك المحاولات باءت بالفشل، ولازال التدين يعرف انتشارا وتمكنا..
وفي الختام نؤكد لمن يهاجم التدين المغربي بأن “النيّة” و”رْضاة الوالدين” قد أتيا على بنيانكم من قواعده..