أيها العالِم المشهور بين الناس
هوية بريس – د.البشير عصام المراكشي
أيها العالِم المشهور بين الناس: سأخبرك بأمرين لعلك تعلمهما، ولكنك تتجاهلهما منذ زمن..
أولهما: أن لكلامك في مثل هذه الأحداث تأثيرا عظيما، في تقوية قلوب المكروبين، وتثبيت نفوس المحزونين، وتخذيل المتربصين.
والثاني: أن الكلام في هذه القضية بالذات لن يكلفك أدنى شيء، حتى منبر الجمعة أو الكرسي العلمي، لأنها قضية متفق عليها عندنا بين الجميع، شعوبا وأنظمة – على الأقل من جهة الشعار المعلن.
أما تستحي أن يكون لاعب الكرة في أوروبا حين يعلن تضامنه، أشجع وأقوم بالأمانة منك، وهو يعلم أن ذلك سيكلفه الكثير، وأنت تعلم أن مثل موقفه لن يكلفك حتى القليل!
فأخبرني إذن:
فيم صمتك؟
وحتام استخذاؤك؟
أخشى أنك ألِفت الصمت حتى ما عدت تعرف إلى الكلام سبيلا، وزَين لك المحيطون بك ما يسمونه حكمة ورزانة وعدمَ انسياق وراء العواطف، وإنما هو الجبن والذلة والانقطاع عن واقع الناس..
عالِم لا موقف له في الواقع، ولا فتوى عند الحاجة، ولا مشروع بناء علمي، وإنما هي الدروس الخطابية التي ينبهر فيها العوام بما يُلقى إليهم مما لا عهد لهم به..
عالم هكذا حاله: ما فائدته في الأمة؟
يا ضيعة الأعمار في طلب العلم، إن كان المآل مثل هذه الحال.
“إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما!”.
كلام العلماء مبثوث لكن أين من يستمع لهم ويعمل بكلامهم، هذه فتاوى الألباني وابن باز وابن العثيمين وعبد المحسن العباد ومحمد بن إبراهيم والأمين بوخبزة ومشهور آل سلمان. أم أن العلماء هم الدعاة المتحمسون الذين يتسرعون في الكلام، وإن كنا لا نطعن في نيتهم.
ماذا سيقول أولئك الدعاة الذين كانوا يدفعون الناس للثورات عن الآلاف من الأرواح التي أزهقت بسبب الحماس غير المنضبط، في الجزائر والربيع العربي وغيرها.
الأمر دقيق والصحابة سادة العلماء كانوا يفرون من الكلام والفتوى خوفا من النار.
كم صرخ العلماء تحذيرا من الروافض وحثا على الرجوع إلى العقيدة الصحيحة وترك المعاصي فقابلهم الكثير من الناس بالسخرية والاستهزاء. والآن تطلبون منهم الكلام وماذا سيغني الكلام.
نعم اللاعبون والفنانون والممثلون يتكلمون الآن، لكن كم من الشباب شغلوه قبل ذلك عن دينهم وأضلوهم عن طاعة ربهم وما فيه عزهم ونصرهم.
لا إله إلا الله. متى نتعظ؟
اللهم ثبت قلوبنا على دينك واحفظ إخواننا المسلمين من ظلم الظالمين في كل مكان.
تعليقك مردود عليك أخي الكريم، و يصب في دائرة تخذيل العلماء عن قول الحق . سبحان الله! نريد فقط دعاءً لإخواننا من على منابر الجمعة و لا نجده ؟؟!! خزي ما وراءه خزي و حسبنا الله و نعم الوكيل !
حسبنا الله ونعم الوكيل في أدعياء العلم الذين يوجهون العلماء
أخي عبد الله لا أدري كيف فهمت من كلامي ما ذكرته.
قصدي أنه إذا كان الرجل عالما بحق وسكت فهو يعلم لما سكت، فليس مثلي ومثلك من يقول له تكلم وإنما نحن مأمورون بما أمرنا الله تعالى به في قوله: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
فاعتراضي هو أن كثيرا من الناس كلما وقعت واقعة قاموا بتسليط سهامهم للعلماء بدل أن يجتهدوا فيما أوجب الله عليهم. ولا أقصد أحدا بعينه.
ثم أهل العلم تكلموا ويتكلمون بما يرون أنه الحق وبه تبرأ ذمتهم. لكن الناس لا يريدون أن يتكلم العلماء بما هو حق. بل يريدون منهم أن يوافقوهم في أهوائهم.
أما الدعاء لإخواننا في غزة ونصرتهم بما يستطاع فلا أظن مسلما يرى غير ذلك.
فأرجو أن لا تخلط بين المسألتين