أيها المغاربة.. جاءتكم الفرصة فلا تضيعوها!!
هوية بريس – إبراهيم الطالب
ألا تريد أن يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني وأنا منك؟؟
لقد قالها لقوم فيا فرحتهم!!
ويا بشراهم!!
وما أسعدهم!!
فمن هم؟؟
ولماذا قالها لهم؟؟
وبماذا استحقوا هذا المكان العلي؟؟
“عَنْ أَبِي مُوسى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ”. رواه مسلم.
يا بشراهم!
استحقوا هذه الكلمة العظيم من نبينا العظيم، لأنهم جعلوا التكافل والتعاضد والتعاون على النائبات منهجا وسلوكا.
لم يضيعوا ضعفاءهم، تعالوا على نفوسهم، فألزموها فعل البر، جادوا بالموجود، لم تدفعهم الحاجة والخصاصة إلى الأنانية والشح.
“فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ”.. يا له من وسام ما أرفعه!!
وسام من درجة لا تعلوها درجة.
وكيف تعلوها وقد سبق لنبي الله الرحيم صلى الله عليه وسلم أن قالها في شهيد عظيم، افتقده نبي الرحمة فلم يجده فطلب من صحابته رضوان الله عليه أن يبحثوا عنه فكان هذا خبره:
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا ثُمَّ قَالَ هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا ثُمَّ قَالَ هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا لَا قَالَ لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ قَالَ فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا”.
هكذا هي نياشين الإسلام وأوسمته، تعطى فقط لمن هزم نفسه فهان عليه أن يبذل ماله ونفسه في سبيل الله.
أيها المغاربة، تفقدوا أحبابكم وجيرانكم، فالكثير منهم لا دخل له سوى كسب يومه، وها قد تعطلت بهم الأسباب، وأغلقت عليهم الأبواب، وحيل بينهم وبين الكسب والعمل.
سدوا حاجاتهم واكفوهم مؤونتهم، يكفيكم الله كل شر في الدنيا والآخرة.
والله إن هذه فرصة الفلاح فربنا الجواد الكريم يقول:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)) سورة الحشر.
أين المتطوعون في سبيل الله؟؟
هذه فرصتكم..
اجمعوا من الناس فضل مال أو أكل أو كسوة، وأعطوه الفقير والبائس والمحتاج، واليتيم والأرملة والعجوز، فبيننا من يموت جوعا ولا يمد يديه ليسأل الناس.
لا تهينوهم بتركهم يهرقون ماء وجوههم، حركوا متطوعي أحيائكم، استنفروا شبابَكم الصالح العامل.
والتزموا النظام ولا يمنعنكم الوباء من فعل الواجب، انفعوا إخوانكم الذين اجتمع عليهم الجوع والحاجة والخوف، واعلموا أن في هذا كله نجاحا للجميع في القضاء على هذا الطاعون، دولة وشعبا، فلن يستجيب للحجر الصحي ولن يلتزم البيت من عضه الجوع بنابه، ولا من يتضور صغاره من الخمص أمامه.
إن تماسكنا الاجتماعي وتكافلنا جميعا في هذه المرحلة هو من أسباب النجاة في الدنيا من الطاعون، وفِي الآخرة من العذاب، فإن أول ما تكلم به رسولنا الكريم بعد هجرته هو قوله صلى الله عليه وسلم: أطعموا الطعام؛ فقد روى عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه: “لمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قِبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”.
فقد علمنا ما كان من شأن الأنصار مع المهاجرين في اقتسام الأرزاق والتكافل حيث ضربوا أروع الأمثلة للبشرية في استقبال المهجَّرين، وبهذا استحقوا الوسام النبوي الشريف وهو قوله صلى الله عليه وسلم في حقهم:
“…فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنتُ امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكتُ شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار”.
فليتنافس الجميع لإحراز الوسام النبوي الشريف: “فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ”.
والله إنها لمنزلة علية يصبو إليها كل من يستشعر إسلامه في واقعه، ويؤمن أن دينه ليس مجرد شعارات وطقوس بل مُثلا ومبادئ يمتثلها ويطبقها على أرض الواقع.
إن في هذه الحياة محطات يضع الله فيها كل إنسان في مواجهة نفسه ليعرف حقيقتها.
هل سننتصر على أنفسنا فنُخرج من قوتنا ولو كانت بِنَا خصاصة فنكون من المفلحين؟؟
إن جميعنا اليوم يرجو رحمة الله ويدعوه يوميا أن ينزلها على عباده؛ ألا فلنعلم جميعا أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد بيَّن وأمر في قوله: “الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ”.
فاللهم يسر لنا العمل بهدي نبيك المصطفى الكريم حتى نكون منه ويكون منا، فقد كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما صلى الله عليه وسلم.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
لا أدري لماذا تريدون من الناس أن يستروا عورة النظام والحكومة ؟
هذا الخطاب يجب ان يوجه للدولة لا لعموم الناس، الدولة هي المسؤولة عنهم، وصندوق كورونا فرض لمثل هذه الحالات، وهذا الصندوق انما امتلأ بأموال الناس