إبراهيم الطالب يكتب: لا يأس.. العمل العمل أيها الصادقون
عندما تتأمل جيدا في تاريخ الأمة يبدو لك ما يجري الْيَوْمَ من قتل ونهب وتشريد وسلب له نظائر وأمثال تكررت وما ازدادت الأمة إلا قوة وما ازداد الإسلام إلا انتشارا.
لنتأمل جميعا في هذه الصحوة الإسلامية وهذا الانبعاث العلمي الذي حصل طيلة 40 سنة قبل الآن، لقد جاء بعد قرنين من تكالب أمم الكفر جميعها على كل أقاليم الإسلام فأسقطوا نظام الخلافة ونشروا الإلحاد والكفر والموبقات من خمر وزنا وقمار، وتضافرت جهود الآلاف من دعاة “أجنحة المكر الثلاثة: الاستشراق والتنصير والاستعمار” ليجهزوا على الأمة ويفككوا بنياتها العلمية والاجتماعية ويمسخوا ثقافتها ويحرفوا دينها، ورغم هذا كله خرجت أجيال توحد الله خالقها، تبحث عن مراده وشريعته لتضبط سلوكها وِفْقَهما، فانتشر العلم حتى أصبح الكتاب الإسلامي أكثر المبيعات في المعارض الدولية، وانتشر الحجاب والنقاب والاستقامة، ورجع الناس إلى دين الله أفواجا.
إن الحرب والتضييق والقتل والتحريق، واستهداف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء ما اندثر من البدع والخرافات وتكميم أفواه العلماء وكل المكر الذي تعيشه الأمة اليوم دليل على أنها لا تزال في قوتها وقدرتها على مواجهة التحديات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما هبت أمم الأرض ومنافقو الأمة لحربها. وقد يتساءل المسلم:
ما العمل في ظل هذه الحرب؟؟
إن ما يتطلبه الحال هو أن يضاعف العاملون للإسلام جهودهم وألا يهنوا وألا يفشلوا، فمن كان في التعليم والدعوة فليضاعف جهوده، ومن كان في الإدارة والسلطة فليعن إخوانه ومن كان في الإنفاق والتأطير فليواصل عمله ويضاعف جهوده، ومن كان معطلا سبهللا فلينفض عن نفسه غبار العجز وليشمر لخدمة دينه.
فإن الذين يحاربون الأمة يأملون في تعطيل عمل أبنائها؛ بالتخويف وبث الفتنة بينهم وتشكيك بعضهم في بعض حتى يرتابوا في موعود الله، فيتوقف الجهد وينقطع التعاون فيضمحل العمل وتفشل الجهود.
إن على المؤمن بقضيته التي يرجو نُجْحها أن يكون على ذُكر دائم أن الله الذي خلقه ورزقه طلب منه واجبات وأمره أن يمشي وفق مراده وشريعته وأن يدعو الناس إلى صراط الله العزيز الحميد، ولطفا منه سبحانه جعل له معالم على الطريق تدله أنه على الصراط المستقيم حتى لا يضل فيشقى، وذكّره أن سبيل الأنبياء محفوفة بالمكاره والابتلاء والفتنة، فلا ينبغي أن نجعل فتنة الناس كعذاب الله. ولنتدبر قول ربنا سبحانه: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)” العنكبوت.
فوالله ما هي إلا سنوات وتتبدل الحال ويحمد اللّهَ من وفق للخير ويندم المتأخرون والمبطلون. والله متم نوره ولو كره الكافرون.
بورك ف قلمكم صدقا من الكتابات التي تدخل على القلوب طمأنينة وراحة بارك الله فيكم وزادكم من فضله