إحاطة من المؤلف حول كتاب: القاموسية العربية الحديثة
هوية بريس – د.عبد العلي الودغيري
بعث إليّ أحد الأصدقاء الأعزاء من موريتانيا نسخة مصوَّرة على البي دي إف من كتابي: ما قبل الأخير وهو بعنوان: القاموسية العربية الحديثة، تجدون رابطها أسقل هذا المنشور. وبعد تصفحي السريع لها تبين لي أن فيها أمورة مُريبة. تدل على أن الذين صنعوها تصرفوا في الكتاب الأصلي على هواهم، مما يُحمّلهم مسؤولية الإخلال بالأمانة. انظر مثلاً إلى فهرس المحتويات وكيف أعادوا كتابته بحروفهم وعرضوه بطريقتهم الخاصة وبلونٍ أضافوه من عندهم بالأزرق، مع نزع الأرقام المصاحبة لعناوين الفهرس، وما قيمة فهرس بلا أرقام؟ ولاحظ كيف أن السطور في الكتاب غير منتظمة ولا منسَّقة كما هي في الأصل، بعضها أطول من بعض. وقد حدث هذا حتى في كتابة الأبيات والنصوص الشعرية المستشهد بها. ولاحظ أن الكتاب من أوله إلى آخره غير مرقَّم. وهذا وحده مَفسدة وأي مفسدة. ولاحظ -عافاك الله- أن هناك عناوين أدمِج بعضُها في بعض كما في هذا العنوان الذي أدمج فيه لفظ (تمهيد)، وهو عنوان كبير، في العبارة التي بعده، وهي عنوان فرعي، فجاء على النحو الآتي: (تمهيد المعجم والقاموس). ولاحظ اللون الأزرق الذي كتبت به بعض العناوين وإن كان مثل هذا لا يضر وإن لم يطابق الحقيقة والأصل. ولاحظ أن الهوامش وقع تجميعها على غير ما أرضاه، ووضعت آخر كلّ فصل خلافًا لما في الأصل حيث رُتِّبت فيه الهوامش تباعًا أسفل كل صفحة على حدة. ثم إن صانعي هذه النسخة قد عمدوا إلى حذف الفهرس العام للكتاب الواقع في خمس وعشرين صفحة. كل هذا وغيره مما لم أتمكن من تتبعه
صفحة صفحة، جعلني أصرِّك بأن هذه النسخة غير مطابقة للأصل تمامًا، وأنه وقع فيها ما يقع لكل حاطب ليلٍ مستعجلٍ لا يعرف ما يحق له وما لا يحق. فهي ليست مصورة بأمانة عن الأصل كما هو معمول به عالميّا في الكتب المنشورة على البي دي إف، وإنما وقع تصرُّف واضح في الكتاب بطريقة فجّة وغير مقبولة، فصارت إلى العمل المسروق أقربَ منها إلى العمل المنسوخ المصوَّر بأمانة. ولا أدري بعد هذا ما ذا قد صنعوا بتفاصيل المحتوى من حذف أو إضافة أو اختصار ونحو ذلك. ثم إني أتساءل: كيف تمكّنوا من فعل هذا؟ لا شك أنهم استطاعوا الحصول على الكتاب بصيغة وورد بطريقة مختلسة، أو استطاعوا تحويله إلى هذه الصيغة، وبهذا أمكنهم التصرّف فيه.
خلاصة الأمر: هذه طريقة جديدة في نهب الكتب وتشويهها والتصرّف فيها بما يسيء إليها وإلى أصحابها ومن غير استئذا. لذا أعلن للباحثين وطلاب العلم، براءتي التامة مما قد يكون وقع فيها من تحريف أو تشويه أو إضافة أو حذف ونحو ذلك مما ذكرت بعض أمثلته. وأشجب بقوة هذا التصرف غير المسؤول، وأصرح بأن النسخة غير معتمدة من المؤلف ولا ينصح باعتمادها في البحث العلمي. وأنصح بالرجوع إلى النسخة الورقية أو نسخة أخرى مصوّرة بدقة عن طريق المسح الآلي. وحتى لو كانت نية الفاعل صالحة، فإنه بتصرفه هذا قد أساء إلى الكتاب وصاحبه من حيث يدري أو لا يدري.
وأخيرًا، فإن مثل هذا العمل غير المقبول، هو الذي جعلني أفكر في الإشراف بنفسي على تحويل كتُبي المطبوعة ورقيًّا إلى كتب إلكترونية تكون مطابقة للأصل مطابقة تامة، بحيث يمكنني أن أتحمل مسؤولية مضامينها وتعابيرها وألفاظها وأفكارها.
ــــــــــــــــــــــــــ