إحسان الفقيه تدعو “أبطال الشام” للحزم
هوية بريس – إحسان الفقيه
يا رجال سوريا الشرفاء الأحرار الأطهار الأغيار الذين ننتمي إليهم ونفخر بهم ونُحبهم..
لا مجال للتهاون ولا مكان للمُتردّدين والمُترنّحين والمُجاملين على حساب الحقّ والعدل والخير..
عليكم أن تتخذوا قرارات قاطعة وحاسمة وواضحة مع الالتزام بالعدالة ومصلحة سوريا دون النظر فيمن خرجوا للتشويش عليكم بنشاط منقطع النظير.. بينما التزموا الصمت طيلة سنوات وأنتم تُذبحون وتُهجّرون ويُنكّل بكم ويُكذب عليكم وتُقتلون في المعتقلات ويأكل البرد عظامكم في مخيمات اللجوء وتبتلعكم المحيطات البعيدة وهم آمنون في بيوتهم برعاية من ذبحكم ونكّل بكم وهجّركم..
بناء الدُول يا إخوتي.. ليس بالمظاهرات ولا بالاعتصامات ولا بالاصغاء للسوكرجية وفاقدي الوعي وعديمي الأخلاق والشرف والمشاركين بسفك الدماء ممن لو تحقّقت لهم الآن أمنية أن يستلموا زمام أمركم؛ لسفكوا دمكم مرّة أخرى ولما تردّدوا فلا رادع لهم ولا ضابط أخلاقي يمنعهم وقد جرّبتموهم وتعرفونهم أكثر منا..
لا ندعو للانتقام وحاشا لله أن نكون جزءا من ذلك.. ولكننا ندعو أن تُنزلوا الناس منازلهم وأن يعرف كُل دنيء موضعه الحقيقي دون مجاملة وأن يُخيّر الجميع:
إما أن تُصلحوا أنفسكم لتكونوا جزءا من مرحلة الاصلاح والتطهير والبناء والنهوض أو أن تلتزموا جُحوركم وتُمسكوا عليكم ألسنتكم ولا خيارات أخرى..
نُذكّركم بحُرقة وحرص ومحبّة خالصة.. لأن نصركم؛ نصر لنا جميعنا وقوّتكم جزء من قوّة هذه الأمة ونهضتها..
بناء الدول بتقوية مؤسساتها وتعزيز سيادة القانون فيها وتحقيق الاستقرار والتنمية وهذا يتطلب تركيزا عاليا وتجاوُزا صارما لكل السفاهة والتفاهة في الشوارع التي تضمّ الرعاع والغوغاء والسخفاء ممن ليس في رصيدهم موقف مُشرّف واحد يُشيرون إليه تحت الشمس..
ندعوكم لحزم الرجال الرجال الذين بذلوا دماءهم من أجل بلادهم باتخاذ قرارات عادلة دون تردد أو تأثُّر بالمصالح الشخصية وبهُتافات الطابور الخامس الذين كانوا جزءا من منظومة الظلم والبطش والقهر والتنكيل الذي مارسه نظام بشار الأسد وحلفائه الهمجيين عليكم..
هذا الحزم ضرورة وواجب وليس خيارا..
ولا يتوانى عن تطبيقه إلا أنصاف الرجال وأربأ بشرفاء قومي وأحرار سوريا أن يسمحوا للنواعم من الذكور والسخيفات من شبيهات النساء أن يكون لهم دور في صناعة ونهضة سوريا الجديدة وأصلا لا يملكون أدوات النهوض ولو حاولوا وأرادوا..
في هذه المرحلة الانتقالية فرض النظام الذي وضعه العاملون والمجاهدون الذين لم يُشاركوا يوما في ظُلم الشعب السوري، فرض هذا النظام بالقوّة، يُعزّز من سلطة القانون ويمنع الفوضى والفساد وتسلُّل الأوغاد والمنافقين من دول البعيد والجوار..
يا أبطال الشام.. عندما يكون القائد حازمًا وعادلًا، يثق الشعب بقيادته ويستبشر بكُل قرار له خيرا ولو أخفق مرّة ولو أساء التقدير مرّتين والفشل ليس سقوطًا، بل هو خطوة ضرورية للوصول إلى القمة..
القرارات الحازمة تُجنّب الدول الكبرى الوقوع في الأزمات أو تُمكّنها من الخروج منها بسرعة فكيف إذا كانت دولا هشّة ضعيفة تكالب عليها مسوخ العالم المنافق واخترقها كُل نذل خسيس بمال حرام يتدفّق من أنظمة دُول دنيئة لا يعنيها الأغلبية وإرادة الأغلبية بل تتلاعب بملف الأقليات وبعقول الأقليات لفرض ما يُريده الذين قتلوكم ونكّلوا بكم وهجّروكم..
قبل أن تبدأوا أي شيء.. أخذوا يُطلقون شعارات رفض الحكم الإسلامي.. مع أن الحكم الإسلامي في أصله مدني، يعتمد في تطبيقه على الشورى، العدالة، والمواطنة، مع وجود مرجعية دينية للشريعة توجه التشريعات والقوانين.
الحكم الإسلامي (الذي يخشون تطبيقه) نموذجًا فريدًا يجمع بين المدنية والدين بطريقة متوازنة إذا تم تطبيقه بالمعايير الصحيحة.. ولكن ماذا نقول لمسوخ القوم وسفهاء المرحلة..!!
من يترك كل الملفات المهمة.. من تنمية وانقاذ وتطهير وبُنية تحتية واعادة إعمار وإعادة المُهجّرين وتطوير المنظومة التعليمية والصحية والعسكرية والأمنية ويُنادي فقط بالعلمانية في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا.. راجعوا تاريخه وملفّاته السابقة واعلموا أنه جزءا من خراب سوريا وشريك بكل وجع وقهر وإذلال تعرّضتم له يا معشر السوريين طيلة 14 سنة..
الذين يُنادون بالعلمانية الآن.. هم أنفسهم ممن كانوا يُطبّلون ويرقصون لبشار وبطشه بكم ولم نسمع يوما أنهم طالبوا بالإفراح عن مُعتقل او إنصاف مظلوم أو إعادة من سُرقت بيوتهم وأحلامهم وغرقوا في محيطات البعيد بحثا عن أسباب النجاة..
حزم الرجال الرجال يجب أن يكون مقرونًا بالرحمة والتفاهم لمصلحة الشعب والشعب مراتب.. فمن لم يتورّط بسفك الدم او الهُتاف لمن سفكوا الدماء لا يحقّ لأحد مهما كان مُماريا ومُدّعيا أن يضعهم جميعهم في سلّة واحدة..
على الرجال الرجال أن يُمارسوا الحزم والعزم والقوّة العادلة بهمّة عالية وبفروسية وبأخلاق الكبار الذين يعرفون ماذا يريدون وكيف يُحققون غاياتهم والى أين يريدون الوصول..
يا شرفاء سوريا في كل العالم..
قدّموا الاستشارات الدقيقة والدراسات العميقة لرجالكم الذين استردّوا بلدكم وانتزعوا حقّكم من المجرمين.. وكُلٌّ في مجاله..
بادروا أنتم وابذلوا النصح ولن تعدموا قنوات التوصيل إذا أردّتم وسعيتم..
قُولوا لهم ما يجب أن يُقال لا ما يُريد الفرد سماعه.. ولا تُقدّموا حظوظ النفس وحُب المناصب وراجعوا نيّاتكم وعيونكم على الهدف الأكبر..
نريد منكم رجالا عظماء يصوغون دستورا للدولة الناجية الجديدة يتوافق عليه جميع العقلاء من الدولة السورية ممن لم يتورّطوا بسفك الدماء او تأييد القتلة والمجرمين فضلا عن حمايتهم او التبرير لهم..
على مدار التاريخ.. أثبتت الدول التي قادها حُكّام حازمون بالعدل أنها استطاعت النهوض وتحقيق التقدم.. بينما عانت الدول التي غاب فيها الحزم من ضعف وانهيار مؤسساتها.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..