إدانة مسؤول بريطاني في المغرب بالتحرش
هوية بريس – متابعات
أدانت محكمة بريطانية متخصصة في قضايا العمل مسؤولاً في المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب بتهمة التحرش الجنسي بإحدى الموظفات.
وكشفت جريدة “ذا ستاندرد” البريطانية، كما ورد في يومية “الصباح” في عددها الصادر يوم الجمعة 16 غشت 2024، أن المسؤول الذي شغل منصب المدير القطري للمجلس الثقافي في المغرب تمتع بحماية من قبل بعض المسؤولين، حيث تم توجيه اللوم إلى الضحية بدلاً من المعتدي.
وأضافت الجريدة أن هيئة المحكمة أكدت أن المتهم كان يطارد زميلته المعروفة اختصارا باسم “كيه جيه” ويمطرها بالهدايا والرسائل النصية المليئة بتعبيرات الحب، كما قام بالتسلل إلى منزلها وترك الزهور على عتبة بابها، وفي إحدى المرات أرسل لها صورة تظهر نصف جسده عاريا وتمت رؤيته يتسكع خارج منزلها في المغرب.
وناقشت هيئة المحكمة رسائل المتهم على تطبيق “واتساب”، إذ استغل ظروف الحجر الصحي للتواصل خارج ساعات العمل الرسمية، وفي البداية، رأت الضحية أن هذا التواصل كان محاولات صداقة من شخص يبحث عن دعم نفسي في ظروف صعبة إلا أن سلوكه تغير لاحقا بعد وفاة والدها حيث أصبحت رسائله ذات طابع غزلي.
وتقدمت “كيه جيه” بشكاية إلى الجهات المختصة في بريطانيا وتم فتح تحقيق داخلي أسفر عن استنتاجات مخيبة للآمال، فالعملية التأديبية انتهت بتحميل المتهم مسؤولية حالتين من الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه، لكنها اعتبرت تصرفاته لا ترقى المستوى التحرش في حين لاحظت المحكمة أن المسؤولين ألقوا باللوم على الضحية وأعطوا الأولوية للمتهم على سلامتها وحاولوا تصوير رسائله على أنها تعبيرات رومانسية من شخص مرفوض.
وبسبب الضغوط النفسية والإجهاد، قررت الضحية الاستقالة من وظيفتها لكنها كسبت في النهاية دعوى قضائية تتعلق بالفصل التعسفي والتحرش والتمييز.
وأصدرت محكمة الشغل حكمها ضد المجلس الثقافي البريطاني معتبرة أنه فشل في حماية الضحية وسبب لها الأذى بالتأخير في التعامل مع شكواها، وأعطى الأولوية لرفاهية المدير على مصلحتها، كما وصفت المحكمة نتائج التحقيق الداخلي بأنها “غير عادلة” وسعت إلى تطبيع سلوك “رايلي” في المطاردة.
ورحب محامي الضحية بالحكم، مشددا على أن التحقيق الذي أجراه المجلس كان معيبا بشكل خطير، مشيرا إلى ضرورة التعامل الجدي مع مزاعم التحرش الجنسي وضمان تحقيق مستقل وموضوعي.
في المقابل، قال متحدث باسم المجلس الثقافي البريطاني إن المؤسسة تلتزم بإحداث بيئة عمل آمنة وعادلة، وتعد بالتحقيق الشامل في أي شكاوى تتعلق بالتمييز أو التحرش.
يذكر أن المتهم غادر المجلس الثقافي البريطاني في المغرب في غشت 2022، ويعمل حاليا مستشارا.