إدريس الكنبوري: “أدونيس” يتوفر على جميع الصفات التي تؤهله لنيل جائزة “نوبل للآداب”، مع البونوس !!
هوية بريس – د. إدريس الكنبوري
ذهبت جائزة نوبل للآداب اليوم إلى الشاعرة الأمريكية لويز غلوك، بعد تكهنات كثيرة في أروقة الثقافة العالمية قبل أيام.
ودار الحديث في الصحافة العربية عن احتمال ذهابها إلى الشاعر السوري علي أحمد سعيد، الملقب بأدونيس، الذي يترشح منذ عام 1988، وحطم الرقم القياسي في الترشح.
نحن نعرف المقاييس، على العموم، التي يؤخذ بها في الأكاديمية السويدية لمنح الجائزة في مجال الآداب، فهي مقاييس غياب المقاييس، لأن التتويج يكون أحيانا سياسيا، وأحيانا يكون دفاعا وترويجا لحساسية أدبية معينة، ولذلك منحت الجائزة مثلا إلى البريطاني نايبول بسبب كتاباته المعادية للإسلام والمسلمين والعرب، وذهبت إلى التركي باموك بسبب كتاباته المدافعة عن المبالغات الأوروبية في مذابح الأرمن، وغيرهما.
فالغرب يختار الفائزين بحيث يدعم بهم قضيته، أو خطه، كما حصل مع أدباء من أمريكا اللاتينية حصلوا عليها لأنهم يدافعون عن تغريب المجتمعات الأمريكية الجنوبية، ويعادون تقاليدها التاريخية والحضارية، أمثال ماريو فارغاس يوسا، الروائي البيروفي الكبير.
ومواقف نوبل السياسية قديمة، لذلك اعتذر عنها الفيلسوف والكاتب الروائي الفرنسي سارتر ورفضها.
ويكفي النظر إلى قائمة الذين حازوا جائزة نوبل للسلام لمعرفة النوايا، فقد منحت إلى الكثير من القتلة والإرهابيين.
ولكن، مع ذلك، هل يستحق أدونيس الجائزة؟
طبعا يستحقها، لو غلبنا الجانب السياسي. فالرجل تغريبي إلى النخاع، صهيوني، استئصالي، معاد للحضارة العربية والإسلامية، ويتوفر على جميع الصفات التي تؤهله لنيلها، مع البونوس.
إلا أن نوبل لا تذهب فقط مراعاة للجوانب السياسية، بل لا بد أن يكون الفائز يتوفر على إمكانيات أدبية وجمالية تدعم موقفه السياسي، وإلا أعطيت إلى أي رجل سياسة، فالجائزة عنوانها”نوبل للآداب”.
إلا أن أدونيس لا يتوفر على هذه الملكات الأدبية والجمالية التي تجعل منه شاعرا بمستوى عالمي، لأن الجائزة عالمية. هذا في تقديري الخاص وطبعا أنا لست عضوا في لجنة الأكاديمية السويدية.
الحقيقة أن الجائزة ينالها الأديب الذي يضيف شيئا إلى الإبداع الأدبي، نابعا من المحلية، وقادرا على الدفاع عن القيم الغربية انطلاقا من الحساسية الجمالية الخاصة بثقافته، بينما أدونيس ليست له خصوصية أدبية متفردة، وإنما هو رجل يسطو على ما كتبه الأوروبيون، ويحاول تقليد الشعراء الأوروبيين الكبار، وقد فضح هذا الأمر قبل سنوات الكاتب اللبناني كاظم جهاد في كتابه حمل عنوان”أدونيس منتحلا”، حيث كشف بأنه يسرق أشعار سان جون بيرس بوجه خاص ويقوم بتعريبها.
ومن قرأ أدونيس جيدا، شعرا ونثرا، سوف يلاحظ التفكك في قصائده الفاقدة لأي “لذة النص” كما يقول رولان بارت، فهي قصائد مفككة، مهلهلة، وكل ذلك له تبرير واحد: أنها قصائد نثرية.
ومن يعرف الشعر العربي الحديث جيدا واختبره، سوف يلاحظ أن أدونيس تم دفعه إلى الواجهة في لبنان مع يوسف الخال من طرف المسيحيين اللبنانيين، والجامعة الأمريكية، بعدما تحلقوا حول جماعة”شعر”، لذلك شتان ما بين ما كتبه أدونيس من نثريات بدون موسيقا ولا موضوع، وبين ما كتبه الشعراء العرب الكبار الذين تشعر معهم بحضور الشاعرين والشعرية معا، شاعرية الشاعر، وشعرية النص، أمثال عبد الوهاب البياتي، محمود درويش، صلاح عبد الصبور، وغيرهم كثير. ولكن هؤلاء راهنوا على التقرب إلى القارئ، بينما راهن أدونيس على التقرب من الغرب.
ولذلك عمل أدونيس كل ما يمكن أن يخطر على البال من أجل كسب ود الصهاينة والغربيين المتشددين حيال العرب والمسلمين.
فلنقرأ مثلا هذه الكلمات، وهل هي شعر حقا؟
أقرأُ آياتٍ من القرآن فوق رأسه
مكتوبةً بأحرف كوفية
عن الجهاد في سبيل الله
والرسول
والشريعة الحنيفة
أقول في سريرتي:
تبارك الجهاد في النحور، والأثداء
والمعاصم الطرية.
ولنقرأ هذه الترهات التي تعكس نفسية عدمية:
اتركوا الصلاة والصيام وبقية العبادات
لا تناكحوا بعقد
أبيحوا الفروج
للإنسان أن يجامع من يشاء.
وقوله أيضا، وهو يقول بأنه يريد أن يبدل الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا:
أسير في الدرب التي توصل الله
إلى الستائر المسدلة
لعلني أقدر أن أبدله.
هذه فقط أمثلة من أشياء كثيرة جدا لدى هذا الرجل الطريف، الذي لا يتردد في تعيير الإسلام واتهامه بالتخلف في جميع لقاءاته، سواء كان الموضوع عن الشعر أم عن الرواية أم عن عن الماراثون في الرمال الساخنة.
وبالمناسبة، والمناسبة شرط، سمعته مرة في مقابلة مع قناة خليجية وقد سئل عن رأيه في الرواية العربية يقول: للأسف لا أقرأ الرواية.
هذا هو المثقف الذي يسلط أحكامه على الثقافة العربية من الماء إلى الماء، ويدعي معرفته بالأدب العربي قديمه وحديثه، وهو لا يقرأ الرواية.
وإذا كان يجهل الرواية لأنه لا يقرأها، فيا ترى ما وضعه مع الإسلام والتاريخ الإسلامي؟