حكايات من عهد الحسن الثاني تكشف تجذر الفساد في المغرب

21 أكتوبر 2025 19:04
إدريس الكنبوري يكشف في مقال جديد حكايات نادرة عن الفساد في المغرب زمن الحسن الثاني، مستندًا إلى شهادات ضابط حرب أكتوبر والمؤرخ حسين مؤنس.

هوية بريس – متابعات

في مقال جديد أثار اهتمام المتابعين، استعاد الكاتب والمفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري واقعة نادرة كشف عنها أحد ضباط الجيش المغربي المشاركين في حرب أكتوبر 1973 ضد الاحتلال الصهيوني، معتبراً أن الحكاية تجسد جذور الفساد السياسي في المغرب وتوضح كيف كان “داء العطب قديماً فعلاً”.


الكنبوري، الذي تابع مقابلة مطوّلة على قناة “أثير” مع الضابط المغربي محمد فتحي — استمرت لأكثر من خمس ساعات — قال إن ما ورد فيها “يُظهر بطولة الجيش المغربي في الدفاع عن القضايا العربية، خصوصاً قضية فلسطين”، لكنه توقف عند واقعة غريبة رواها الضابط في نهاية المقابلة، قائلاً إنها “تكشف بوضوح طبيعة ما يجري في المحيط الملكي آنذاك”.

🔹 هدايا القصر التي اختفت قبل أن تصل

بحسب رواية الضابط محمد فتحي، فإن الملك الراحل الحسن الثاني استقبل الضباط العائدين من الجبهة السورية بعد حرب أكتوبر، وكانوا قرابة مائة مقاتل، ودعاهم إلى حفل غذاء بالقصر، ثم أمر بتقديم هدايا تقديرية لهم.

غير أن المفاجأة — كما يروي الضابط — أن الهدايا التي وصلتهم كانت مجرد علب كرتونية بداخلها “قالب سكر وجلباب مغربي وعلبة سجائر من نوع كازا سبور”.

ويضيف فتحي أن الهدايا الأصلية كانت مبالغ مالية خصصها الملك كمكافأة لهم، لكن المسؤولين المكلفين بتوزيعها استولوا عليها وغيّروها بهدايا رمزية رخيصة.

🔹 حكاية أخرى مع المستشار الملكي

ولم يكتف الكنبوري بهذه الرواية، بل استحضر واقعة مماثلة رواها المؤرخ المصري الدكتور حسين مؤنس في مذكراته المنشورة بمجلة الهلال القاهرية.

فقد كلفه الملك الحسن الثاني — حين كان يُدرّس في المغرب — بإعادة ترتيب مكتبة القصر الملكي، وهي مهمة استغرقت عدة أشهر، ليكافئه الملك لاحقًا بمبلغ مالي عبر أحد مستشاريه.

لكن المفكر المصري روى أنه لم يتوصل بالمكافأة رغم وعود المستشار المتكررة، وأنه بعد مغادرته المغرب ظل ينتظر إرسالها حتى توفي المستشار ولم يصله شيء.

🔹 من “حاجب السلطان” إلى “حاجب عن السلطان”

ويختم الدكتور إدريس الكنبوري مقاله بخلاصة لافتة تعبّر عن تشخيص عميق لبنية الحكم والإدارة في المغرب، إذ يقول:

“هكذا تخرج القرارات من القصر وقبل أن تصل إلى المواطنين يأكل منها كل مسؤول قطعة حتى لا يصل شيء إلى الناس، فالسياسيون والمسؤولون مثل حاجب السلطان في الماضي، وظيفته الرسمية حاجب السلطان، لكن مهمته غير الرسمية حاجب عن السلطان”.

هذه العبارة الأخيرة، كما يعلق متابعون، تختصر طبيعة العلاقة بين مركز القرار السياسي ودوائر الوساطة البيروقراطية التي كثيراً ما تُفرغ التوجيهات من مضمونها عبر سلسلة من الامتيازات والاختلاسات والولاءات.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. جوع و الهيف ياربي سلامة هادوك معمرهم شافو النعمة و عندهم جوع فالعينين و لم الاستغراب و جميع المسؤلين لصوص و مرتشون صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لا يملأ جوف ابن آدم الا التراب

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة