فضيحة “الورق في الدقيق”.. الكنبوري يدق ناقوس الخطر

28 أكتوبر 2025 19:49
المفكر المغربي إدريس الكنبوري يوجه انتقادات لاذعة لواقع سلامة الأغذية في المغرب بعد فضيحة الورق في الدقيق

هوية بريس – متابعات

أثار المفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري موجة جدل واسعة بتدوينة قوية على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، انتقد فيها تدهور معايير السلامة الغذائية في المغرب وتهاون السلطات أمام “عبث خطير بصحة المواطنين”.


وكتب الكنبوري أن فريق حزب الأصالة والمعاصرة في البرلمان كشف عن “فضيحة خطيرة جداً” تتعلق بوجود شركات تقوم بطحن الورق وخلطه بالدقيق الذي يُستهلك على موائد المغاربة، معتبراً أن ما حدث “يُظهر إلى أي حدٍّ يستهين بعض أصحاب الأموال والأعمال بالبشر في هذا البلد”.

من “الجبن المسرطن” إلى “الورق في الخبز”

وأشار المفكر المغربي إلى أن هذه الفضيحة تأتي بعد أسابيع قليلة من الجدل الذي أثارته تقارير حول وجود مواد مسرطنة في بعض أنواع الأجبان المستوردة، والتي تباع في المغرب بتركيبة تختلف عن تلك المروجة في أوروبا.

وقال الكنبوري إن “أوروبا فيها مواطنون، بينما نحن في المغرب مجرد مستهلكين بلا حماية حقيقية”، مضيفاً أن التوضيحات الرسمية لم تُقنع الناس، لأن “الفساد أصبح معلوماً ومعترفاً به حتى من طرف الدولة نفسها، والمال في مثل هذه الظروف قادر على تغيير كل شيء، وحتى كتابة تقارير السلامة”.

“نطحن كل شيء.. من الحجارة إلى الورق”

وتابع الكنبوري قائلاً إن من “المعروف أن بعض التجار يطحنون الحجارة مع التوابل، أو الحمص مع الزنجبيل”، مبرزاً أن العديد من النساء أصبحن يرفضن شراء أي مواد مطحونة إلا إذا تمت أمام أعينهن، بعدما فقد الناس الثقة في مراقبة الأسواق وسلامة السلع.

وأشار إلى أن “بعض الفواكه التي تُعرض بكثرة في الأسواق بأسعار منخفضة تكون في الحقيقة مرجوعات من المواد المصدّرة إلى أوروبا، فنحن نأكل ما ترفضه المائدة الأوروبية.”

“الإنسان في المغرب رخيص”

وختم المفكر المغربي تدوينته بنبرة حزينة قائلاً:

“الإنسان في المغرب رخيص، وقد يموت في المستشفى كما ماتت نسوة أكادير، وقد يأكل الورق أو الآجر الأحمر المطحون، ولا يبقى له سوى أن يبدأ طعامه بالبسملة ويقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، فليس غير اسم الله حامياً في هذه البلدة”.

صوت مثقف يوقظ الضمير الجماعي

كلمات الكنبوري، التي تعكس حساً أخلاقياً عالياً وجرأة فكرية في مواجهة واقع الاستهتار بحياة الناس، أعادت إلى الواجهة أسئلة مؤلمة حول الرقابة الغذائية، والفساد الإداري، وتواطؤ بعض المصالح الاقتصادية، في بلدٍ ما زال المواطن فيه يخشى أن يجد السمّ في ما يأكل أو يشرب.

ويرى متابعون أن هذه التدوينة تختزل غضباً مجتمعياً متصاعداً من “منظومة المال والغذاء” التي تحكمها – كما يقول الكنبوري – “مصالح لا ترى في الإنسان سوى زبون قابل للاستهلاك، لا مواطناً يستحق الاحترام”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة