إدريس الكنبوري: يعتقد الكثيرون أن فرنسا دولة علمانية .. الحقيقة غير ذلك ..
هوية بريس – متابعات
كتب المفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري تدوينة على حسابه على فيسبوك تحدث فيها عن علاقة في فرنسا بالعلمانية حينما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، وبين كيف تنقلب “دولة مسيحية متطرفة” لا تكتفي برفض العلمانية وحسب، بل وتحاربها أيضا.
وكتب الكنبوري:” يعتقد الكثيرون أن فرنسا دولة علمانية. الحقيقة غير ذلك. هناك فصل بين الكنيسة والدولة لكن ليس بين الدين والدولة. قانون 1905 الذي يفصل بين الكنيسة والدولة وضع في حقبة مختلفة كليا وجذريا. وضع قبل دخول فرنسا الشرق الأوسط وقبل سايكس بيكو وقبل احتلال فرنسا للشام والمغرب العربي. منذ الحملة الاستعمارية وقانون 1905 مجرد وثيقة”.
وقال:” فرنسا دولة مسيحية متطرفة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين. في مستعمراتها كانت ترفض العلمانية وتحاربها”.
وقدم المفكر المغربي مثالا على ذلك بكل من الجزائر ولبنان إبان الاستعمار الفرنسي، قائلا:
” في الجزائر ظل العلامة المجاهد محمد البشير الإبراهيمي يطالب فرنسا بان تطبق على الجزائريين العلمانية كما تطبقها على الفرنسيين، وأن ترفع يدها عن المساجد ولا تتدخل في قضايا الدين الإسلامي، لكن فرنسا كانت ترفض.
من أراد أن يفهم موقف فرنسا الحقيقي من العلمانية فلينظر إلى لبنان. قبل خروجها من لبنان ومنحه الاستقلال السياسي الصوري وضعت دستورا لا يزال ساريا كرست فيه التمييز الديني والعرقي. نصت في الدستور على توزيع السلطة بين الطوائف بناء على الدين والمذهب لا على المواطنة والديمقراطية التي تتبجح بهما. فقد نصت على أن يكون رئيس الدولة مسيحيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. ورغم أن المسيحيين أقلية في لبنان إلا أن فرنسا فرضت تلك الصيغة ليبقى النفوذ الفرنسي مستمرا عبر رئاسة الدولة. واليوم لا يزال اللبنانيون يخضعون لتلك القاعدة الفرنسية المضادة لمبدأ العلمانية وعدم إدخال الصفة الدينية في الصفة السياسية والتمييز بين الدورين”.
ليختم الدكتور الكنبوري تدوينته بالقول:” لذلك من يؤمن بالعلمانية فليميز على الأقل بين نوعين من العلمانية: العلمانية البيضاء على الورق في الكتب، والعلمانية الحمراء في الشارع العام والمدرسة والمواصلات”.