قد تعصف الأزمة الحادة التي تمر منها العلاقات المغربية-الإسبانية، خصوصا بعد إقدام مدريد على استقبال زعيم عصابات البوليساريو على أراضيها، بهوية وجواز سفر جزائريين مزورين، تجنبا لمتابعته قضائيا بسبب شكاوى التعذيب المرفوعة ضده بالبلد الإيبيري.
كما عبرت السلطات المغربية بكل صراحة عن استيائها من الموقف الإسباني الغير محسوب العواقب، حيث تلقته الرباط على أنه عمل عدائي موجه ضد مصالح المملكة، وهو ما وضع الجانب الإسباني في حرج كبير، بعدما تبين له فشله في الموازنة بين إرضاء الجزائر وعدم إغضاب المغرب.
وتشير المعطيات الواردة من إسبانيا أن حكومة بيدرو سانشيز تحاول حاليا العثور على تخريجة قانونية لورطتها، إذ من غير المستبعد أن يتم الإعلان عن تحقيق “شكلي” مع إبراهيم غالي عند تحسن حالته الصحية، أو حتى استصدار قرار قضائي يعفيه من المتابعة بحجة عدم كفاية الأدلة مثلا.
وتخشى إسبانيا من التصعيد المغربي الذي قد يفضي إلى تخفيض درجة التعاون الأمني بين البلدين، الأمر الذي سيضع حكومة مدريد بمفردها في مواجهة مخاطر الإرهاب والهجرة السرية وتهريب المخدرات، كما أن الرباط قد ترفض المساهمة في أي حل توافقي ينقذ ثغري سبتة ومليلية المحتلين من حالة السكتة القلبية التي سببها إغلاق معبريهما.