“إسرائيل” تطلق حربًا رقمية لتجميل وجهها الدموي

06 نوفمبر 2025 19:09
حملة دعائية رقمية إسرائيلية لتبييض صورتها في الولايات المتحدة بعد حرب الإبادة في غزة

هوية بريس – وكالات

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن حكومة الاحتلال الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو أبرمت عقود دعاية بملايين الدولارات بهدف تحسين صورتها في الرأي العام الأمريكي، بعد تراجع غير مسبوق في التأييد الشعبي لها بسبب ما وصفته الصحيفة بـ“النتائج الكارثية لحرب غزة”، التي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين ودمرت معظم البنية التحتية في القطاع.


دعاية مدفوعة لتلميع وجه الإبادة

أوضحت الصحيفة أن الاحتلال وقّع عبر وزاراته المختلفة اتفاقيات مع شركات أمريكية لإطلاق حملات دعائية ضخمة (هاسبارا) تشمل الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، ومؤسسات مسيحية إنجيلية، في محاولة لإعادة بناء الثقة المفقودة مع الرأي العام الأمريكي.

وتتضمن هذه الحملات استخدام روبوتات محادثة وأنظمة ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT للتأثير في محتوى النقاشات الرقمية وتوجيه الإجابات المتعلقة بإسرائيل وفلسطين بما يخدم رواية الاحتلال.

وأكدت “هآرتس” أن العقد الأبرز تم توقيعه في غشت 2025 مع شركة “كلوك تاور إكس” المملوكة للمدير السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقيمة 6 ملايين دولار، لقيادة حملة إعلامية تحت غطاء “مكافحة معاداة السامية”، تهدف فعليًا إلى طمس جرائم إسرائيل وتبرير عدوانها على غزة.

استهداف الشباب والكنائس الإنجيلية

ذكرت الصحيفة أن 80 في المائة من محتوى الحملة الدعائية موجّه نحو الشباب الأمريكيين عبر “تيك توك” و“إنستغرام” و“يوتيوب”، في حين تركز باقي الجهود على المجتمعات المسيحية والإنجيلية التي كانت تُعتبر تاريخيًا من أكثر الجماعات دعمًا للاحتلال.

لكن استطلاعات الرأي الحديثة، بحسب الصحيفة، أظهرت تراجعًا واسعًا في التعاطف مع إسرائيل حتى داخل هذه الأوساط، نتيجة مشاهد الإبادة الجماعية في غزة وتزايد الوعي الأمريكي بفظاعة الجرائم الصهيونية.

وأوضحت بيانات مركز “بيو” الأمريكي أن 53% من الأمريكيين باتوا ينظرون سلبًا إلى إسرائيل عام 2025 مقابل 42% فقط في 2022، في حين نصف الجمهوريين الشباب فقدوا تعاطفهم معها، ما دفع تل أبيب إلى البحث عن أدوات جديدة لتوجيه الرأي العام.

الذكاء الاصطناعي كسلاح دعائي جديد

بيّنت “هآرتس” أن العقود الدعائية تتضمن محاولات منظمة للتلاعب في نتائج محركات البحث والمحادثات التوليدية، إذ صُممت لتغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي بالمحتوى المؤيد لإسرائيل، وتشويه أو إسكات أي سرديات توثق جرائمها في غزة والضفة.

ووصفت الصحيفة ذلك بأنه “تحول خطير في الدبلوماسية الدعائية لما بعد الحرب”، إذ بات الاحتلال يوظّف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتزييف الوعي العالمي وتجميل صورته بعد أن أصبح مرادفًا للإبادة في الوجدان الدولي.

الواقع الميداني يُفند الأكاذيب

تأتي هذه الحملة في وقت لا تزال فيه التقارير الحقوقية والإنسانية توثق حجم الدمار غير المسبوق في غزة جراء حرب الإبادة التي استمرت عامين (من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2025)، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

كما دمّرت آلة الحرب الصهيونية 90% من البنية التحتية المدنية، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

فشل متزايد في كسب الرأي العام

يتزامن هذا الكشف مع صعود موجة سياسية مناهضة للاحتلال داخل الولايات المتحدة، تجسدت في فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك رغم مواقفه العلنية التي تصف ما ارتكبته إسرائيل في غزة بأنه “إبادة جماعية”، وإعلانه استعداده لاعتقال نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في حال دخوله الأراضي الأمريكية.


يؤكد التقرير أن إسرائيل تخوض معركة يائسة لتجميل وجهها الدموي عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والدعاية الممولة، بعد أن خسرت رصيدها الأخلاقي والسياسي أمام العالم.

لكن مهما بلغت محاولات الاحتلال لتزييف الحقائق، فإن دماء الأطفال الفلسطينيين وصمود غزة سيظلان الدليل الأقوى على فشل الرواية الصهيونية وانكشاف وجهها الحقيقي أمام الإنسانية.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لقدأدرك العالم أجمع حقيقة الكيان الصهيوني التي بنى
    عليها وجوده.و تتجلى حقيقة الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الإنسانية: من القتل العمد و الإبادة الجماعية
    و قصف المدارس و المستشفيات .. .. فمهما استعمل الكيان الصهيوني من وسائل لتجميل صورته ، فالعالم أدرك
    كنه حقيقته و رفض أسطورته و أكذوبته.. لقد بدأت مرحلة تكذيب الأسطورة ، و يتطلبها حتما مرحلة الزوال .
    وإن غذا انتظره قريب.

التعليق


حالة الطقس
11°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة