إعادة هيكلة تاريخية لصناعة السيارات العالمية (تقرير)
هوية بريس – وكالات
تعيش صناعة السيارات في أبرز عواصمها العالمية حالة من الفوضى تمهد لحالات إفلاس واستقالات قيادات عليا، في وقت يهدد موظفون لدى شركات مثل فولكس فاغن بإضراب طويل المدى.
بالتزامن مع ذلك، تعيش شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية واحدة من أفضل فتراتها على الإطلاق، إذ نمت قيمتها السوقية في نوفمبر الماضي بأكثر من 300 مليار دولار، لتستقر قرب 1.1 تريليون دولار، مدفوعة بالتحالف القوي بين رئيسها إيلون ماسك والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
بينما في الصين، تحقق شركات السيارات هناك بصدارة “بي واي دي” أرقام مبيعات تاريخية وغير مسبوقة، على الرغم من التهديدات الأوروبية بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 45 بالمئة.
** “نيسان” مهددة بالإفلاس
وتواجه “نيسان” اليابانية خطر الإفلاس في الأشهر المقبلة إذا لم تتمكن من تأمين استدامتها المالية خلال مدة تراوح بين 12 و14 شهرا، بحسب بيانات الشركة المالية.
وتعاني الشركة تراجع مبيعاتها داخل أسواق رئيسية مثل الصين والولايات المتحدة، ما يزيد تعقيد وضعها المالي، وفي ظل جهود إعادة الهيكلة المستمرة، تسعى إلى جذب استثمارات طويلة الأجل لتحسين تدفقها النقدي.
وبحسب مجلة فوربس، تشير خطط “نيسان” لجذب مستثمرين جدد إلى تحول استراتيجي، حيث لم تعد الشراكات السابقة كافية لتحقيق الاستقرار المالي خاصة مع “رينو” التي بدأت قبل سنوات خفض حصتها في “نيسان”.
ومن بين الخيارات المطروحة، تدرس “نيسان” بيع جزء من حصتها عبر شريكها الفرنسي “رينو”، ما قد يمهد الطريق لتعاون محتمل مع شركات مثل منافستها “هوندا” اليابانية.
وعاد اسم كارلوس غصن إلى الواجهة مجدداً، وهو رئيس “نيسان” السابق، لبناني الأصل، والذي أنقذ الشركة من الإفلاس نهاية تسعينيات القرن الماضي، قبل اتهامه في 2018 بقضايا اختلاس أموال.
وغصن الذي حكم عليه بالسجن داخل اليابان، استطاع الهرب من السجن، حيث يقيم حاليا في بلده لبنان.
** عمال فولكس فاغن
والاثنين، شارك نحو 100 ألف موظف لدى “فولكس فاغن” في إضرابات تحذيرية، احتجاجا على خطط خفض التكاليف التي تعتزم الشركة الألمانية تنفيذها.
ووفقًا لنقابة عمال المعادن “IG Metall”، شملت هذه التحركات تسعة مصانع في ألمانيا.
وهدف الإضراب إلى الضغط على إدارة “فولكس فاغن” للتراجع عن خططها التي تشمل إغلاق مصانع وتقليص وظائف وخفض الرواتب؛ إذ أعلنت الشركة نيتها تخفيض أجور الموظفين 10 بالمئة.
تأتي هذه الخطط في وقت تواجه فيه “فولكس فاغن” تحديات كبيرة بسبب تباطؤ سوق السيارات الكهربائية، والمنافسة الشديدة من الشركات الصينية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة والمواد الخام.
** استقالة رأس ستيلانتيس
والاثنين، أعلنت شركة ستيلانتيس، رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، استقالة رئيسها التنفيذي كارلوس تافاريس بشكل فوري، وذلك قبل عامين من خططه المعلنة للتقاعد.
وأفادت الشركة في بيان أن لجنة تنفيذية مؤقتة ستتولى إدارة الشركة حتى تعيين رئيس تنفيذي جديد، وهو المتوقع منتصف عام 2025.
كان تافاريس أول رئيس تنفيذي لشركة ستيلانتيس منذ إنشائها عام 2021 نتيجة اندماج بين فيات كرايسلر ومجموعة بي إس إيه. تحت مظلة ستيلانتيس، تشمل العلامات التجارية للشركة كلًا من رام، جيب، دودج، كرايسلر، ألفا روميو، وفيات، إضافة إلى علامات أخرى.
تأتي هذه الاستقالة في وقت تواجه فيه الشركة تحديات كبيرة، حيث انخفضت مبيعاتها 20 بالمئة خلال الربع الثالث من 2024، مقارنة بالعام الماضي، كما تراجع سعر سهمها 40 بالمئة عن العام السابق.
** معاناة بريطانية
وانخفض إنتاج السيارات في المملكة المتحدة للشهر الثامن على التوالي خلال أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تكثيف الضغوط على الصناعة حيث تكافح مع الانتقال إلى مستقبل كهربائي.
وأظهرت أرقام جمعية مصنعي وتجار السيارات “SMMT” أن إنتاج التصنيع انخفض 15.3 بالمئة في أكتوبر إلى 77484 وحدة، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج بمقدار العُشر حتى الآن هذا العام.
تأتي أحدث الأرقام المتشائمة لصناعة التصنيع التي توظف 198 ألف شخص بشكل مباشر وسط اضطرابات في السوق بعد خطط مالك فوكسهول ستيلانتيس لإغلاق مصنع أنتاج الشاحنات في لوتون، ما يعرض ما يصل إلى 1100 وظيفة للخطر وإلقاء اللوم على تفويض الحكومة بالمركبات الخالية من الانبعاثات.
** تألق صيني
وشهدت مبيعات السيارات في الصين ارتفاعًا 11.2 بالمئة في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، محققة أسرع نمو شهري منذ يناير الماضي، وفقا لبيانات جمعية سيارات الركاب الصينية “CPCA”.
وبلغت مبيعات السيارات في الصين، أكبر سوق للسيارات بالعالم، حوالي 2.28 مليون مركبة خلال أكتوبر، ليصل إجمالي مبيعات الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي إلى 17.99 مليون سيارة، بزيادة قدرها 3 بالمئة عن 2023.
ونمت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن 56.7 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، لتشكل 52.5 بالمئة من إجمالي المبيعات في الصين خلال أكتوبر. وتعد هذه المرة الرابعة على التوالي التي تتفوق فيها مبيعات السيارات الكهربائية على سيارات البنزين.