إعلامي “الجزيرة” محمد كريشان يروي ذكرياته مع الحسن الثاني وكيف أعاد ورقة أسئلته إلى جيبه بعد متابعته للملك
هوية بريس – عابد عبد المنعم
في مقال نشرته “القدس العربي” استرجع الصحفي التونسي محمد كريشان ذكرياته مع الملك الراحل الحسن الثاني، وكيف أعاد ورقة الأسئلة التي سبق وأعدها في جيبه مسرعا حينما تابع أجوبة الملك على أسئلة الصحفيين، ومما جاء في مقاله:
الدار البيضاء أغسطس/ آب 1985…انتهت القمة العربية وجاء المؤتمر الصحافي الختامي للعاهل المغربي الحسن الثاني. كانت تلك أول قمة عربية أشهدها، فأعددت قائمة من الأسئلة التي يمكن أن أطرحها وشرعت في تقليب أيها أكثر قوة.
بدأ المؤتمر الصحافي وبدا جليا أن مزاج الملك لم يكن على ما يرام يومها، إذ شرع في «بهدلة» الصحافيين بلا رحمة. أول الضحايا على ما أذكر كانت منى نبعة مديرة مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في المغرب العربي:
– جلالة الملك… قرارات هذه القمة لم تكن على المستوى الذي كانت تتطلبه الأوضاع وخطورة المرحلة وتحدياتها.. هل من تفسير لهذا القصور؟؟
– سيدتي لا أعتقد أن كل هؤلاء القادة العرب جاؤوا وتباحثوا في ما تباحثوا فيه وخاضوا في ما خاضوا فيه حتى تأتي حضرتك لتحكم على قراراتهم ..القرارات أتخذت ليس لتنال إعجابك أنت!!
السؤال التالي كان لمراسل مصري لم يتمكن المسكين حتى من إكمال سؤاله بعد أن عرّف بنفسه إذ عاجله الملك بالقول، وسط دهشة الحضور: «عندما مرضت في الفترة الأخيرة .. رئيسكم لم يكلّف نفسه حتى رفع السماعة ليسأل عن أحوالي..إجلس!! من لديه سؤال آخر؟؟».
نظرت إلى أسئلتي التي كنت أسعى لانتقاء أكثرها إثارة فطويتها مسرعا ودسستها في جيبي كمن اختلس لتوه ورقة نقدية ويخشي افتضاح أمره… مهمهما في سري «خليك في حالك أحسن»!!