قامت اللجان الإقليمية المختلطة لمراقبة معاصر الزيتون خلال الموسم الماضي، بتنظيم 140 زيارة ميدانية همت 400 معصرة تابعة لنفوذ وكالة الحوض المائي لسبو.

وبحسب معطيات تم تقديمها خلال لقاء تواصلي ترأسه عامل إقليم تاونات، صالح داحا، أول أمس الثلاثاء، خصص للتحسيس والتوعية بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الواجب اتخاذها لتجنب التأثيرات السلبية لمخلفات مادة «المرج» التي تنتجها وحدات استخراج زيت الزيتون على المجال البيئي والثروة المائية والموارد الطبيعية بالإقليم، فقد أسفرت هذه الزيارات عن تحرير 28 مخالفة واستصدار 10 قرارات إغلاق، من بينها 6 محاضر مخالفة بالنسبة لإقليم تاونات.

كما تم، بنفس المناسبة، إبراز المشاريع المنجزة والمبرمجة لحماية الموارد المائية وإزالة التلوث الناتج عن مادة «المرج»، والمتمثلة في إنجاز محطتين لمعالجة مادة المرج بكل من جماعتي بني سنوس التابعة لدائرة قرية أبا محمد، ورأس الواد التابعة لدائرة تيسة، من قبل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، ومحطة للمعالجة بجماعة تاونات منجزة من طرف وكالة الحوض المائي لسبو، بتكلفة إجمالية تقدر بـ97 مليون درهم، تبلغ طاقتها الاستيعابية 153.830 مترا مكعبا من مادة المرج في السنة، بالإضافة إلى محطتين مبرمجتين بكل من دائرتي تاونات وغفساي.

وتضمن برنامج اللقاء أيضا تقديم عرض من قبل ممثل وكالة الحوض المائي لسبو، ذكر خلاله بالقوانين المنظمة للمجال البيئي، وعلى الخصوص القانون المتعلق بتدبير النفايات والقانون المتعلق بدراسة التأثيرات على البيئة، إضافة إلى القانون المتعلق بالماء.

وفي السياق ذاته، تم تسليط الضوء على التأثير الكبير لمادة «المرج» التي تفرزها معاصر الزيتون على الموارد المائية والوسط الطبيعي بإقليم تاونات، والإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مختلف المتدخلين للحد من آثارها السلبية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل إقليم تاونات، أن هذا الاجتماع يهدف إلى التحسيس والتوعية بالتأثيرات السلبية لمخلفات معاصر الزيتون على المجال البيئي بالإقليم تفعيلا للتعليمات السامية للملك محمد السادس الرامية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وخاصة المائية في ظل الظروف المناخية التي تمر منها بلادنا والتي نتجت عنها ندرة المياه.

وأكد داحا على أهمية قطاع الزيتون بإقليم تاونات والمساحة المخصصة لهذه المغروسات التي تناهز 150.000 هكتارا وتمثل 83 في المائة من مجموع مساحات الأشجار المثمرة، مشيرا إلى أنه تم إحداث 83 معصرة عصرية وشبه عصرية من أجل تثمين هذا المنتوج، تشكل مصدرا ملوثا للموارد المائية والمجال الطبيعي نتيجة لمادة المرج التي تخلفها، مما يؤدي إلى بروز مشاكل بيئية خطيرة تتفاقم حدتها مع نقص التساقطات المطرية.

كما استعرض المسؤول الترابي المشاريع المنجزة والمبرمجة لحماية الموارد المائية والمجال الطبيعي والمتمثلة في إنجاز محطتين لمعالجة مادة المرج بكل من دائرتي تيسة وقرية أبا محمد، مشيرا إلى أن السلطات المحلية بصدد البحث عن العقار المناسب لإنشاء محطتين لتفادي تفريغ مادة المرج بشكل نهائي بالنسبة لمعاصر الزيتون المتواجدة بتراب دائرتي غفساي وتاونات.

وأشار داحا إلى أنه تم مؤخرا، الشروع في أشغال إنجاز محطة معالجة المرج الذي تنتجه المعاصر الأربعة المتواجدة بجماعة تاونات من طرف وكالة الحوض المائي لسبو، وهي الآن في مرحلة الانتهاء من الأشغال.

وأهاب عامل الإقليم بأرباب المعاصر التحلي بالمسؤولية والالتزام بالقوانين البيئية المعمول بها، مؤكدا أنه سيتم التصدي لأية خروقات بهذا الشأن واتخاذ جميع الإجراءات القانونية في حق المخالفين.

وأبرز أنه تم، على غرار السنوات الماضية، إعداد برنامج الزيارات الميدانية في إطار اللجنة الإقليمية المختلطة للمراقبة تشمل مختلف المعاصر المتواجدة بالإقليم.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت بشرى بوسواري، رئيسة مصلحة جودة المياه بوكالة الحوض المائي لسبو، أن هذا اللقاء يهدف إلى توعية أرباب معاصر الزيتون بخطورة مادة المرج على الموارد المائية، وحثهم على ضرورة الالتزام بدفاتر التحملات المصادق عليها وعدم التخلص من هذه المادة بطريقة عشوائية في الموارد المائية لاسيما مجاري المياه والسدود، بالنظر لخطورة هذه المادة وتأثيرها السلبي على استعمال هذه المياه سواء في إرواء الماشية أو السقي.

من جهته، أكد رئيس جمعية أرباب معاصر الزيتون بالقرية بتاونات، فؤاد منصوري، على أهمية هذا اللقاء في تحسيس ومواكبة أرباب معاصر الزيتون بالإقليم بضرورة تضافر الجهود للحد من الآثار السلبية لمادة المرج على المجاري المائية وعلى مصب نهر سبو. وأشار إلى أن اللقاء التحسيسي شكل مناسبة لتقديم مجموعة من الإحصائيات التي تهم قطاع الزيتون بإقليم تاونات، وكذا حجم وكمية مادة المرج التي تفرزها وحدات عصر الزيتون المتواجدة بالإقليم.