إلى «دواعش» الأمازيغية: «فاتكم القطار»
هوية بريس – د. فؤاد بوعلي
الإثنين 18 يناير 2016
قبل مدة كتبت مقالة معنونة “الاستئصال لا دين له ولا لغة” (المساء يوم 14/01/2015)، أشرت فيه إلى مسار التشظي الذي يتدثر بعباءة الأمازيغية وكان أكبر تجلياته ما حدث في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان ودعوة البعض إلى حمل السلاح ضد العرب.
بالطبع الأمر لم يكن انفراديا أو استثنائيا بل هو جزء من مسار طويل. ونعود للموضوع الآن تعليقا على محاولات البعض تأويل كلام رئيس الحكومة وتحميله بمضمون يوافق قوالبه المرجعية. فما حدث في أكادير من قبل أحد أزلام الصهيونية وصديقه الذي أخذته الحمية ليتحفنا بالحديث عن فطور أهل سوس، يثبت أننا أمام منعطف في المسألة الهوياتية بالمغرب. منعطف محوره الرئيس هو محاولة نقل النقاش حول الأمازيغية من باب الأجرأة إلى جعلها عنصرا للاصطفاف الإيديولوجي والإثني.
فيغدو الحديث عن الأمازيغية والأمازيغ محرما، والتواصل الاجتماعي الذي صنع مخيال المجتمع المغربي ونشر الود والانسجام مؤطرا بقوانين العنصرية استئناسا بالفكرة الصهيونية المؤسسة على معاداة السامية والتي تربوا عليها في مؤسسات تل أبيب.
فالهدوء الذي بدأت تعرفه النقاشات والتجاذبات حول موقع الأمازيغية، وبدء انتصار صوت العقل والوطنية على حساب الانتماءات الضيقة، بدأ يستفز أصحاب الأجندات الخاصة والاستعمارية، التي ارتبطت بالصهيونية وأزلامها داخليا وخارجيا، فخرجت من جحورها تبحث عن أي شماعة لتعود للصورة مستغلة التجاذب السياسي الحزبي وولاءات بعض المنابر الإعلامية للتحدث باسم الأمازيغ. إنها الصورة الإثنية للتطرف، إنهم دواعش الأمازيغية.
فمع شروع الدولة في تنزيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالأمازيغية والثقافة الوطنية واقتناع جميع الفاعلين بضرورة التفكير الشمولي في المسألة اللغوية تجد هذه الأصوات نفسها خارج السرب مع غياب قضايا حقيقية يمكن الرهان عليها. وموجة الرفض والاستنكار التي رافقت هذه الحملة الأخيرة تثبت أن الأمر يتعلق بأناس يعيشون على هامش المجتمع يستغلون الأمازيغية لضرب قيم الوحدة والوطنية.
لهؤلاء الدواعش نقول: “فاتكم القطار”.