إلى كرة القدم.. عباد الله
هوية بريس – د.وديع بن عمر غوجان
الرياضة مشتقة من راضه روضا ورياضا ورياضة أي ذلَّـلَـهُ وسهله.
وهي القيام بحركات خاصة تكسب العقل والبدن قوة ومرونة.
موقف الإسلام من الرياضة:
حظيت الرياضة بمكانة في الإسلام فقد دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل والتقرير.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: فقد سابق صلى الله عليه وسلم بين الخيل وأجاز العوض في ذلك بقوله: لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر.
وأما فعله صلى الله عليه وسلم: سابق صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على الاقدام.
وصارع ركانة فصرعه.
وندب إلى تعلم الرماية والسباحة.
وذم من تعلم الرمي ثم نسيه.
فهذه الأدلة وغيرها دليل واضح على أن الإسلام عنى بالرياضة لكن من غير إفراط أو تفريط.
أنواع الرياضات:
اعلم أن لكل عضو للإنسان رياضة تخصه:
للصدر القراءة.
وللعقل التفكر والتأمل.
وللبدن ركوب الخيل والمصارعة والمسابقة على الأقدام وغيرها.
ورياضة النفوس بالتعلم والتأدب والصبر وفعل الخير ونحوه مما ترتاض به النفوس.
فاعلم أخي ! أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق كل هدي في طب الأبدان والقلوب والأذهان وحفظ صحتهم ودفع أسقامهم ولا مزيد على ذلك لمن قد أحضر رشده.
هذا وما يرى من مهاترات وما يقع في المباريات الكروية من قتل للأوقات وضياع للجهود والطاقات وهدر للأموال بلا رقيب يدافع أو طبيب يعالج يعد من الدواهي الظلماء والبلايا العمياء والمسالك الهوجاء الماسخة ما تبقى من الهوية الإسلامية..حب وبغض لغير الله وولاء وعداء لا لله وصد عن ذكر الله ونعرات جاهلية وحركات صبيانية واتجاهات سياسية..صيرت كرة القدم مذهبا فكريا وطاغوتا عصريا ومنبعا للضلالة ومنجما للجهالة فنشأت سحائب الغواية وإليها تقاد خبائث العماية فهي كما قيل في ليلى:
عدو لمن عادت وسلم لأهلها….ومن قربت ليلى أحب وأقربا
هذا ولست ضد الرياضة لأجل التهذيب والترويح فهي لعبة قديمة كانت في الصدر الأول وذكرت في كتب المعاجم اللغوية والمصادر التاريخية فهي لعبة سائرة في حياة المسلمين وهذا لا يمكن التغافل عنه لكن العاقل ينأى بنفسه أن تكون وسيلة لإلهاء المسلمين وتبديد طاقاتهم وإهدار أموالهم على حساب قضاياهم الإسلامية في وقت ينبغي أحوج أن يكون المسلمون أكثر يقظة واستعدادا للاصطفاف في وجه العدو الغاشم الذي استباح دماءنا وغزا أرضنا ورمل نساءنا ويتم أبناءنا وشرد شيبتنا وشبابنا..ويسهر على مسخ ما تبقى من هويتنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإنك لتعجب من غفلة بعضهم عن مفاسد كرة القدم من تفويت للصلوات في جماعة المسلمين وضياع للأوقات وما تجره من تفحش في الألفاظ وسب ولعن وقذف وانكشاف عورات وقيل وقال وغفلة عن ذكر الله مما لا يعتري عاقل الشك في منعها والتحذير منها ما لم تتحقق الشروط المنافية لما ذكرنا.
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل.
ناشدتكم بالله والقرآن يا جيل الكره
أعلمتم أن اليهود على الديار معسكره
تجتاح أرض الأنبياء بغِيّة مستكبره
تختال فوق دمائنا عربيدة متجبره
داست على مجد السنين وأقبلت متبختره
في كل يوم نكبة وبكل أرض مجزره؟
أسمعتم نهر الدماء بكل فج قد جرى؟
أيسجل التاريخ أنا أمة مستهتره؟
شهدت سقوط بلادها وعيونها فوق الكره