إلى متى ستبقى مواقع “كاري حنكو” والمنابر الإقصائية؛ تقوم بوظيفة المغرق مع العلماء والأئمة والخطباء؟!
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
كما عهدنا عن الصحافة الارتزاقية والإعلام العلماني الإقصائي في التعامل مع الخطباء والأئمة والقيمين الدينيين والعلماء والدعاة، من هجوم وقذف ولمز ورمي بالكبائر والموبقات، كلما رفع أحدهم صوته مستنكرا ظلما أو منكرا أو موضحا موقف الشرع من عدد من القضايا؛ لا زالت هذه المنابر تقوم بوظيفة المغرق، بل وتصدر حكمها قبل القاضي، وتطرد قبل إصدار قرار الفصل والتوقيف من الوزارة والمساجد.
الجديد هذه المرة، هو انغماسهم في وحل الدفاع عن كويتب جهول تطاول على مقام النبوة، ما ولد استنكارا وشجبا واسعا من شرائح متعددة من المجتمع المغربي، بما فيها الخطباء في منابر الجمعة الذين انتصروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الخطيب الناظوري محمد بونيس الذي تناول القضية في دعائه يوم الجمعة الماضي، داعيا الله أن يهدي الكويتب إلى الصواب إن كان يبحث عنه، أو أن يطهر منه البلاد والعباد إن كان يتقصد الإساءة، والله عليم بقلوب عباده.
وقبل حتى أن يستمع المغاربة إلى دعاء الخطيب بونيس، قام موقع “كشك” التابع لمجموعة “آخر ساعة” التي يكتب في جريدتها الورقية “آخر ساعة”، المتطاول على مقام النبوة، بنشر خبر عنه جاء فيه: “أن المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور، تحركت مباشرة بعد انتشار فيديو خطيب الجمعة المحسوب على التيار السلفي والذي يُدعى محمد بونيس، خصوصا وأنه لم يلتزم بالحياد المطلوب في خطيب الجمعة”.
كما أن مصادر الموقع إياه، “أكدت أنه مباشرة بعد انتهاء التحقيق ستحرك مسطرة العزل في حق الفقيه”.
والغريب أن كل هذه الأمور هي مجرد ادعاءات لكاتب الخبر، وأن الخطيب لم يتم توقيفه وحسب تصريحه، “لا يزال محط احترام وزارة الأوقاف، إلى حدود الساعة”.
فكيف إذن لهذه المنابر أن تفتري على المغاربة، وتقوم بوظيفة “التغراق”؟!
بل وتستبق الأحداث حتى تضغط وتوجه أصحاب القرار، وللأسف بعد ذلك نجد أن القيمين على مؤسسات الدولة يسايرون أهواءهم، ويطئطؤوا الرؤوس أمام هجماتهم وحملاتهم الإعلامية المغرضة.. مثل ما وقع مع الشيخ الخطيب يحيى المدغري يوم ذكر أن من أسباب استجلاب الزلازل المعاصي والذنوب والموبقات، فصدر أمر توقيفه بعد أقل من 5 أيام عن خطبته التي ذكر فيها ذلك.
أليس من الواجب على وزارة الأوقاف والنبي صلى الله عليه وسلم يتطاول على جنابه الشريف ومقامه المنيف أن تحشد كل أطرها وقوتها لأجل الوقوف في وجه هذا التطاول، والمطالبة بمتابعة كل من سولت له نفسه المس بالمقدسات، وأن تخصص الخطبة تلو الخطبة للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان هديه وأخلاقه وسيرته؟!
هذه محطة أخرى بين الحق والباطل والدفاع عن المقدسات والهوية والتراث؛ فهل ستتم محاسبة من تجرأ وتطاول على مقام النبوة وسفه ملايير المسلمين (على مدار أكثر من 14 قرنا) بل وكفرهم لأنه يدعي أن النبي الذي يجب الإيمان به له مواصفات أخرى غير المبثوثة في كتب الصحاح والسير والمغازي والتي يؤمنون بها، أم سيتم توقيف الخطيب الذي لم يأت بجديد، بل فعل الواجب عليه من الدفاع والانتصار لدينه، بيانا للحق وردا للباطل؟!
اللهم رد بنا الى دينك ردا جميلا و أبعد عنا كل من أراد بالإسلام شراً من أراد الخير للبلاد ووالعباد فأعنه يا رب و من أراد غير ذلك فاقبضه قبضة عزيز مقتدر