إندبندنت: سياسة أميركا بسوريا تسعر نيران الحرب
هوية بريس – وكالات
قالت صحيفة إندبندنت إن السياسة الأميركية الجديدة في سوريا، التي أعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون مؤخرا، تبددت بسرعة فاقت كل سياساتها الأخرى بالمنطقة، وحققت عكس ما خُطط لها من أهداف.
وأوضحت الصحيفة -في مقال لمراسلها بالعراق وسوريا باتريك كوبيرن- إن تيلرسون أعلن قبل عشرة أيام وبشكل غير متوقع أن القوات الأميركية ستبقى بسوريا عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لتحقيق أهداف وصفها الكاتب بأنها طموحة أكثر مما يجب.
وأشار كوبيرن إلى أن الأجندة الأميركية الجديدة تشمل إعادة الاستقرار لسوريا، والتخلص من بشار الأسد، ووقف النفوذ الإيراني، ومنع عودة تنظيم الدولة، وإنهاء الحرب السورية التي استغرقت سبع سنوات.
وقال كوبيرن إن تيلرسون لم يظهر اهتماما بأن هذا التغيير سيغضب لاعبين أقوياء داخل سوريا وحولها، ويناقض تماما التعهدات الأميركية السابقة بأن وجودها في سوريا ليست له أهداف أخرى إلا هزيمة تنظيم الدولة.
الحرب الأكثر قذارة
هذه السياسة الأميركية الجديدة -يقول كوبيرن- تعني تغييرا إلى العكس في السياسة الأميركية السابقة، التي كانت تهدف إلى الابتعاد عن المستنقع السوري، كما تعني أن أميركا ستغرق في أكثر حرب أهلية “قذارة” في التاريخ.
وبدأ أول مؤشرات هذه السياسة الأميركية الجديدة في الظهور الأسبوع الماضي، عندما أعلنت واشنطن خطة لتدريب ثلاثين ألف جندي أغلبهم من الأكراد لحماية الحدود السورية، وأثار ذلك غضبا عارما من قبل تركيا، الأمر الذي دفع تيلرسون إلى التنصل من الإعلان.
ومضى الكاتب يصف تداعيات السياسة الأميركية الجديدة، قائلا إنها وبعد خمسة أيام فقط من إعلانها تسببت في تحرك الدبابات التركية عبر الحدود مع سوريا، وإلى جيب عفرين الخصب المأهول بأعداد كبيرة من السكان، مضيفا أن هذا الجزء من سوريا هو واحد من مناطق قليلة في سوريا لم تمتد إليها يد الخراب جراء الحرب، لكنه لم يعد كذلك.
الأوهام الأميركية
وكشف القتال الذي جرى خلال الأيام الخمسة الماضية عن أن آمال أميركا بسياستها التدخلية الجديدة ليست إلا أوهاما؛ فبدلا من إضعاف الرئيس بشار الأسد وإيران، يقول كوبيرن إن هذه السياسة ستصب في صالحهما، وتظهر للأكراد أنهم بحاجة ماسة لمن يحميهم غير أميركا.
وبدأ الأكراد حاليا الطلب من الجيش السوري القدوم إلى عفرين للدفاع عنها ضد الأتراك، “لأنها أرض سورية”. ويشير الكاتب إلى أن أي مواجهات عسكرية بين تركيا وأميركا ستكون في صالح دمشق وطهران.
وإذا ظلت القوات الأميركية -التي يبلغ قوامها ألفي جندي بالمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد- فإن هذه القوة من شأنها تغيير توازن القوى لأنها ستدعم بنيران القوات الجوية الأميركية “العظيمة”.
وستقوم أميركا فعليا، إذا لم تسحب قواتها المتبقية من المنطقة الكردية، بدور الضامن (عسكريا) لاستقلال عملي لدولة كردية شمال سوريا. وأشار كوبيرن أيضا إلى أن تصريحات تيلرسون الأخيرة تنطوي على نمط من التفكير الذي جلب على أميركا من قبل كوارث في الشرق الأوسط، مثل قتل 241 من قوات مشاتها بالقرب من بيروت عام 1983، وكوارث جيشها في العراق عقب احتلال بغداد عام 2003، حسب الجزيرة.