إنطلاق الدورة الأولى لمتلقيات التاريخ والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (صور)
هوية بريس- عبد الصمد إيشن
تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يومين دراسيين في موضوع التاريخ والأركيولوجيا : “رؤى متقاطعة”، وذلك يوم الخميس والجمعة 25 و26 من الشهر الجاري بمدرج ابن خلدون بنفس الكلية.
ويأتي هذا الملتقى العلمي الأول من نوعه، لتسليط الضوء على علم التاريخ وعلاقته بعلمي الأركيولوجيا والتراث، حسب تصريح الأستاذ “عبد العزيز الطاهري” رئيس اللجنة المنظمة ورئيس شعبة التاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، خص به “العلم” ، معتبرا أن العلاقة بين هذه العلوم الثلاثة جدلية لا توجد فيها فوارق أو حواجز تفصل بينهم، بل تأثيرات متبادلة وتكامل يجمعهم. موضحا في السياق ذاته “إذا كان التراث هو كل ما وصل إلينا من الماضي، وما ورثناه تاريخيا من قيم وحضارة مادية ومعنوية من الأمة التي نحن امتداد طبيعي لها لنقله فيما بعد للأجيال القادمة، فالتاريخ هو العلم الذي يدرس الإنسان في تفاعلاته مع المحيط الذي عاش فيه ثم مع بني جنسه، مع العمل على رصد مستوى إنتاجه المادي والمعنوي وهو أيضا السجل الزمني الذي يسجل فيه التراث”.
وذكر الأستاذ” الطاهري” أن التاريخ يعتبر أخا لعلم الآثار ويكملان بعضهما البعض. وإذا كان الأول كبير السن، واسع التجربة التي تعود إلى آلاف السنين كما يتضح من خلال تراثه البحثي الذي يستقي مادته الأولية من السجلات المكتوبة إذ “لا تاريخ بلا مصادر”، ويوفر لعلم الآثار القرائن الإخبارية، فإن الثاني صغير السن نسبيا، عملي متحمس للتجربة والدليل العلمي والعمل المختبري، وملطخ القدمين بتراب الحفريات ويوفر للتاريخشواهدحية ومصادر مادية للمعلومة يمكنان من استقراء تاريخ الإنسان.
ويروم الهدف من تنظيم اليومين الدراسيين، تسليط الضوء على المقاربات الإبستيمولوجية ومناهج البحث في التاريخ والتراث والأركيولوجيا، وإبراز الروابط والتقاطعات فيما بينهم، والنبش في أهم الإشكاليات الرئيسية كإشكالية التحقيب والتعرف على آخر مستجدات البحث الأثري والتاريخي في المغرب. كما يروم أيضا إبراز أن التاريخ والتراث والأركيولوجيا هي روافد تصب جميعها في محيط واحد لامجال فيه لتخصصات ضيقة، وسيشكل فرصة سانحة لدارسي وطلبة هذه الحقول المعرفية لتجلية التكامل والترابط البين فيما بينهم، وفتح نقاش علمي بناء لتقديم تفكير مشترك حول تحديات الحقول المذكورة.