إنكار المنكر بحسَب القدرة
هوية بريس – لؤي الصمادي
يجب أن يُنكر المنكر بحسَب القدرة، وأن يبقى صوت إنكاره عاليًا مسموعًا، وأن يقابل المنكرون له بالتأييد والتقدير لا سيما في هذا الزمان، وألا يُلمزوا ويُشكَّك فيهم على العموم، وأن يُعذر العاجِزون، لا المطبّلون المزيّنون للباطل.
ويجب مع ذلك أن يكون الإنكار صادقًا بلا كذب وتزوير، ويكون خالصًا لوجه الله وغيرةً على دينه، فلا يكون رياءً ولا تسجيلًا للمواقف عند الناس، ولا يكون تصفيةً للحِسابات الشخصية أو الحزبية، ولا كيلًا بمكيالين، وأن يكون ذلك بالحكمة التي تدفع الشّرَّ أو تقلّله، ولا تأتي بما هو شرٌّ منه.
ويجبُ أيضًا أن يتوقّع المنكِرون حصول الأذى واللمز من الملأِ والسِّفلة، فليثبتوا ويوطِّنوا أنفسهم على الصّبر، وليتواصَوا به.
ومن الكَيل بمكيالَين أن يُمنع الإنكار على بعض الجهات والأشخاص مطلقًا، مراعاةً لحسناتهم، ثم يوجَب الإنكار على بعض الجهات مطلقًا، مع إهدار حسناتهم، علمًا أن هناك فرقًا بين تقييم الجهات والأشخاص الذي يتّبع فيه الإنصاف بذكر ما لهم وما عليهم، وبين دفع المنكر الذي تُراعى فيه المصلحةُ والثمرة.
