إيران و”إسرائيل” وجهان لعملة واحدة
هوية بريس – يوسف بن العيساوي
لفهم دلالات الهجوم الإيراني على الاحتلال يجب أن ننتبه لهذه الملاحظات الهامة:
– إيران لا تهمها القضية الفلسطينية، بل تهمها مصالحها. والدليل على ذلك هو أنها أعلنت بوضوح أنها هاجمت الاحتلال ردا على قصف قنصليتها في سوريا، وليس دفاعا عن غزة…
– إيران منذ 1979 تنطلق من عقيدة تعتبر فيها على أن كل الدول العربية المحيطة بها على باطل وأنها عميلة لأمريكا وغيرها من الشعارات الجوفاء، ولذلك يجب -في نظرها- تفكيكها وتدميرها والسيطرة عليها.. وهذا مافعلته بالضبط في العراق و لبنان واليمن وسوريا.. وهي اليوم تتدخل في السودان، ولم تكتف بذلك بل بدأت بمحاولة خلق جناح مسلح لها في افريقيا من خلال التنسيق مع جبهة البوليزاريو.. بل وهددت أيضا باغلاق مضيق جبل طارق رغم بعدها عنه بآلاف الكيلومترات..
فهدف إيران الأساسي هو بناء امبراطورية فارسية ذات عقيدة شيعية.. وهذا واضح جدا من خلال حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق..
– إيران لم تهاجم الاحتلال رغم استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني، وهاجمت الاحتلال بسبب ثمانية قتلى إيرانيين فقط… وهذا يبين أن إيران لا تهمها فلسطين بقدر ما تهمها مصالحها..
– كل الدول التي تهيمن عليها إيران تئن تحت وطأة الفقر والحروب والخراب والفساد وخير دليل على ذلك: العراق، لبنان، اليمن، سوريا..
– إيران تنسق مع أمريكا، بدليل أنها هي من سهلت دخول الأمريكيين إلى العراق في 2003..
– الهجوم الإيراني كان بتنسيق مع أمريكا: فإيران أبلغتها بتوقيت الهجوم وطبيعته، والدليل هو أن كل وسائل الإعلام العالمية ذكرت أن الهجوم سيكون في نهاية الأسبوع، وذلك ليتسنى للاحتلال أخذ احتياطاته وتقليل خسائره… وهذا ما حدث فعلا إذ تم إسقاط 99 في المئة من الصواريخ والمسيرات… إذن نحن أمام مسرحية محبوكة بل ومفضوحة…
– إيران أرادت من خلال هذا الهجوم الحفاظ على ماء وجهها أمام الشعب الإيراني بعدما قصف الاحتلال قنصليتها في دمشق… بدليل أن بعثتها في مجلس الأمن صرحت بوضوح بأنها لا تريد التصعيد مطلقا…
– الاحتلال نجح في توريط إيران: فأمريكا وإسرائيل لهما الآن كل المبررات والمسوغات القانونية والأخلاقية لمهاجمة إيران عاجلا أم آجلا… ولست أدري كيف أن الإيرانيين لم ينتبهوا لهذا…
– الغباء الإيراني أعطى للاحتلال مكاسب سياسية كبيرة، فقد استطاع الاحتلال أن يكسب تعاطفا دوليا كبيرا بعدما كان معزولا تماما بسبب غزة.
– بعدما كانت الأنظار متجهة نحو غزة، سينشغل العالم بمسرحية إيران والصهاينة…
– إيران والاحتلال وجهان لعملة واحدة فكلاهما ألحقا ويلحقان أضرارا بالغة بالدول العربية: فإيران تزرع الخراب والحروب أينما حلت وارتحلت، والصهاينة يفعلون مثلها وأكثر…
لذلك إذا كانت إيران تنتظر أن يتعاطف معها المسلمون فهي واهمة، لأنها ما ثبت أنها بنت لهم مدرسة أو مستشفى أو مشروعا اقتصاديا.. بل هي تزرع فقط الفتن وتصدر الصواريخ وتشكل الجماعات المسلحة…