أنقذت الشرطة الإيطالية أكثر من 50 تلميذا الأربعاء 20 مارس، من الموت بعد أن هدد سائقهم بإحراقهم داخل الحافلة المدرسية التي تقلهم وصب فيها البنزين مشعلا النار، قرب ميلانو.
وقال ممثل النيابة في ميلانو ،فرانشيسكو غريكو ، “إنها معجزة. كدنا نشهد مجزرة. تصرفت الشرطة بشكل رائع. اعترضت الحافلة وأخرجت التلاميذ منها”.
وأضاف غريكو أنه لا يمكنه استبعاد وجود شبهة إرهابية وراء الحادث الذي ارتكبه إيطالي من أصل سنغالي تحدث عن موت المهاجرين الأفارقة لدى عبورهم المتوسط.
ووجهت إلى السائق الذي أصيب بحروق في يديه ونقل إلى المستشفى تهمة “احتجاز رهائن، وارتكاب مجزرة وحريق” مع ظرف “الارهاب” المشدد. وكلفت رئيسة خلية مكافحة الإرهاب في ميلانو بالتحقيق.
وكان 51 تلميذا في السنة الثانية من المرحلة الثانوية متجهين للمشاركة في نشاط رياضي برفقة ثلاثة بالغين عندما غير السائق فجأة خط سيره في سان دوناتو ميلانيز في شمال إيطاليا، معلنا أنه سيأخذهم جميعا رهائن، في عملية استمرت نحو نصف ساعة.
وقال السائق “لن يخرج أحد من هنا حيا”، بحسب ما روى العديد من الطلاب.
وكان السائق مزودا بصفيحتي بنزين وولاعة سجائر، وهدد التلاميذ وأخذ هواتفهم وأوثقهم بأسلاك كهربائية.
وقال الرجل “فقدت ثلاثة أطفال في البحر”، وفق ما قال أحد التلاميذ . وأضاف “هددنا وقال إننا إذا تحركنا سيسكب البنزين ويشعل النار. وروت تلميذة أنه لم يكف عن القول بأن الكثير من الأفارقة سيموتون وأن (نائبي رئيس الحكومة) دي مايو وسالفيني هما السبب”.
وقالت إن السائق ” كان يستدير ويسكب البنزين على أرض الحافلة”، وأنه أشهر مسدسا وسكينا ثم “جاءت الشرطة وأنقذتنا”.
ونقلت وسائل الإعلام أن الرجل كان يصرخ ويقول “أريد أن أنهي الأمر، أريد أن أنهي الموت في البحر المتوسط”.
وأظهرت الصور بعد الحادث السيارة والحافلة محترقتين.
ويبدو أن من أنقذ التلاميذ فتى تمكن من التقاط هاتف زميل له وقع على الأرض واتصل بالشرطة. وقال الفتى أمام كاميرا التلفزيون، “التقطت الهاتف بصعوبة، لكني اتصلت بالشرطة. كنا مرعوبين”.
وتمكنت الشرطة من اعتراض الحافلة وكسرت نافذتها الخلفية وأخرجت التلاميذ قبل أن يصابوا بأذى بعد اشتعال النار فيها. وخرج الأطفال وهم يجرون باكين ومرعوبين.
ونقل نحو 10 تلاميذ واثنان من مرافقيهم إلى المستشفى بسبب استنشاقهم الدخان.
وذكرت تقارير ان عمر السائق 47 عاما وهو من أصل سنغالي ويعمل سائق حافلة مدرسية منذ 2002 لكنه حصل على الجنسية الإيطالية في 2004. وكان متزوجا من إيطالية ولديه ولدان. و.م.ع