اتركوا المداخلة.. إنهم يحتضرون
أبو هارون الخالدي
هوية بريس – الجمعة 01 يناير 2016
“هوية بريس”، أي الثكنة الشرعية، أي الحماية الدينية، أي الخطوط العقدية، أي التأصيلات العلمية، أي التوجيهات المنهجية..
نعم جريدة تشم من أريجها عطر التعاليم المحمدية، وترتع فيها داخل الدوحة المحمدية.
صدق في الأخبار، وتحر في الاستدلال، وتحقيق في الإنزال، تذب عن أعراض الشرفاء، وتنافح عن سجل العلماء، لا ترضى أن يسب الرضواني علامتها وكاتب مقالاتها أبي حذيفة الصنهاجي رشيد نافع، ولا أديبها وقارض شعرها الدكتور عادل المراكشي، أو أن يقترب من مناضلها والذاب عن حراكها الشيخ حماد الأصولي، أو يتهكم على مفسر بيانها ومحيي العظات في قلوبها الشيخ حسن الشنقيطي، ولا أن يتفيهق متذبذب نابتا بكلمة عن ملهمها سماحة الوالد الشيخ المغراوي، لأنها على يقين أن عذب توحيدهم وشهد عقيدتهم لا يزال يترقرق في حناجر روادها فتعلموا من خطبهم فكانوا لأيامهم أوفياء ذاكرين ورشفوا من دروسهم فاضحوا كتابا شاكرين.
غير أن الغريق قد يقتل أمه، والمكروب قد يكفر ربه، والممسوخ قد يبيع دينه وإيمانه، فيصير الرضواني على العقيدة متطفلا، وعلى التوحيد عالة ملتصقا يغتر به من تعود حسن الظن، وهو ليس من أهل الصنعة والفن، فيغري عالة الأنام وسفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان ممن للمدخلي أعلنوا ولاءهم وهو منهم براء، وفي التحذير أوغلوا والتحذير في مغبتهم أعلن العزاء، لكن فليعلم أهل السنة وحملة اللواء أن الاشتغال بالرد عليهم سفسطة وهراء وإهدار للعزم في الخواء، فهؤلاء يحملون أمراضا لا يرجى منها شفاء، فاتركوهم فقد قربوا من شرفات الفناء، ويحاولون التشويش على الشرفاء طمعا في البقاء، لكن مصيرهم إلى انتهاء، وإن لم تصدقوني فرددوا مقولة ابن عساكر ففيها دليل الاقتضاء.