اتهامات لماكرون بـ”أمركة” فِرنسا.. ما القصة؟!
هوية بريس – متابعات
اتُهِم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ “أمركة” بلاده، بعدما كشفت دراسة استقصائية جديدة أنَّ فرنسا لديها الآن مليونيرات أكثر من أية دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة والصين، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية الأربعاء 16 غشت 2023.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن الدراسة التي أجراها بنك UBS السويسري سلّطت الضوء على قصة نجاح اقتصادي تثبت أيضاً أنها تمثل صداعاً سياسياً لماكرون؛ حيث ألقى المعارضون باللوم عليه في التسبب بالانقسام الاجتماعي.
فيما وجد تقرير الثروة العالمية السنوي الذي يصدره البنك السويسري أنَّ الفرنسيين أغنى في المتوسط من البريطانيين، لكن هامش التفاوتات أكبر أيضاً.
وأثارت النتائج غضب الكثيرين من اليسار الفرنسي الذين يرون أنَّ السعي لتحقيق المساواة هو حجر الزاوية لفرنسا ما بعد الثورة. وفي بلد يُنظَر فيه عادةً إلى الثروة بالريبة، واجه ماكرون منذ فترة طويلة اتهاماً بأنه “رئيس الأثرياء”.
تجدد هذا الاتهام بعدما أخذ بنك UBS في الحسبان الأصول المالية وغير المالية وديون الأسر لتقييم ثروة البالغين في عشرات البلدان.
فقد كشفت الدراسة الاستقصائية أنه في حين انخفض عدد المليونيرات على مستوى العالم بمقدار 3.5 مليون في عام 2022 مقارنة بعام 2021 -إذ يوجد الآن 59.4 مليون في المجموع- خالفت فرنسا هذا الاتجاه.
كما تضم فرنسا مليونيرات بمتوسط ثروات 2.82 مليون دولار أمريكي مقارنةً بـ 2.79 مليون في عام 2021؛ مما يعني أنَّ لديها الآن 4.7% من أصحاب الملايين في العالم.
بينما سجّلت الولايات المتحدة أيضاً انخفاضاً، لكنها لا تزال متصدرة مع وجود 38.2% من أصحاب الملايين في العالم بها. وتأتي الصين في المرتبة التالية بنسبة 10.5%.
يوجد في فرنسا أيضاً عدد أكبر من الأشخاص الذين تتراوح ثرواتهم بين 10 ملايين دولار و 50 مليون دولار مقارنة بالمملكة المتحدة؛ بعدد 51403 مليونيرات في فرنسا مقارنة بـ 47420 مليونيراً في المملكة المتحدة.
مع ذلك، لدى فرنسا 82 مليونيراً لا تقل ثرواتهم عن 500 مليون دولار، في حين أن المملكة المتحدة لديها 108.
انتقاد “أمركة فرنسا”
أشارت الدراسة الاستقصائية إلى أنَّ الاقتصاد الفرنسي قد تفوق على الاقتصاد البريطاني على مدى العقدين الماضيين. في عام 2020، بلغ متوسط الثروة 312.235 دولاراً لفرنسا و 302.783 دولاراً لبريطانيا.
قال الباحثون إنَّ تقلبات أسعار الصرف مقابل الدولار تفسر جزئياً خسارة بريطانيا للأراضي، مع انخفاض الجنيه أكثر من اليورو. لكن حتى باستخدام أسعار الصرف السهلة، فإنَّ متوسط النمو السنوي للثروة لكل شخص بالغ كان 5.2% في فرنسا و4.4% في المملكة المتحدة منذ عام 2000.
بينما وصل ماكرون إلى السلطة في عام 2017 واعداً بأنَّ تحريره للاقتصاد الفرنسي سيعود بالفائدة على الجميع. واستخدم تشبيهاً بتسلّق الجبال لشرح سياسته، قائلاً إنَّ أولئك الموجودين في الجزء العلوي من الحبل سوف يسحبون أولئك الموجودين في الجزء السفلي.
مع ذلك، قال بنك UBS إنَّ 15.5% من السكان لا يزالون يتعاملون مع متوسط ثروة للبالغين أقل من 10 آلاف دولار. وأغنى 1% من السكان الفرنسيين يمتلكون 21.1% من إجمالي الثروة.
فيما أعربت ساندرين روسو، عضوة البرلمان الأوروبي عن حزب الخُضر الأوروبي، عن أسفها لنهاية “النموذج الاجتماعي” الفرنسي وشجبت “أمركة فرنسا… التي فرضها إيمانويل ماكرون”.
بينما أعرب توماس بورتس، النائب عن حزب “فرانس بلا منازع” اليساري الراديكالي، عن سخطه. وقال بورتس: “في غضون ذلك، هناك 300000 شخص بلا مأوى، وواحد من كل شخصين يضطر إلى تفويت وجبة”، في إشارة إلى مسح حديث أظهر أنَّ 51% من السكان يضطرون أحياناً للتخلي عن تناول الطعام من وقت لآخر لتوفير المال. (عربي بوست)