احتجاجات شبابية بسلا.. شرطي يطلق رصاصة بالقرية وارتباك بالطرامواي

احتجاجات شبابية بسلا.. شرطي يطلق رصاصة بالقرية وارتباك بالطرامواي
هويـة بـريـس- ( حــصــري )
ليلة متوترة عاشها حي القرية الشعبي بمدينة سلا بعد أن اضطر شرطي بلباس مدني إلى إطلاق رصاصة تحذيرية في الأرض قرب مدرسة العيون، حين وجد نفسه محاصراً من قبل مجموعة من الشباب المتجمهرين. الحادث لم يكن معزولاً، بل جاء في سياق موجة اضطرابات طالت عدداً من الأحياء بالمدينة، من بينها الانبعاث والأمل حيث سُجلت عمليات تخريب واعتداءات على وكالات بنكية ومحلات تجارية.
شهادة سكان محليين تحدثت عن ارتباك واسع بعد توقف خط الطرامواي عن العمل قبل توقيته المعتاد، وهو ما زاد من صعوبة تنقل مئات المواطنين نحو سلا الجديدة والأحياء المجاورة. “لم نفهم ما يقع، فجأة أصبح الشارع يغلي، وتوقفت حركة النقل، وبدأت أخبار إطلاق الرصاص تنتشر بسرعة”، يقول أحد سكان المنطقة.
وزارة الداخلية أصدرت بلاغاً رسمياً يوضح حصيلة أولية، لم تقتصر على سلا بل شملت أقاليم وجهات متعددة. ووفق الأرقام الرسمية فقد تم تسجيل إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف القوات العمومية، وصلت إلى 69 عنصراً بإنزكان آيت ملول و51 عنصراً بوجدة أنجاد، إضافة إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، بينها عشرات السيارات ووكالات بنكية وصيدليات ومحلات تجارية.
هذه الأرقام، الممتدة على أكثر من 15 عمالة وإقليماً، تكشف أن ما وقع في سلا كان جزءاً من مشهد أوسع لاحتجاجات خرجت عن السيطرة في بعض المناطق. المتتبعون يرون أن الأمر يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي والتنموي، وأن انتشار أعمال الشغب يعقد مهمة السلطات الأمنية، خصوصاً في ظل ضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي وضبط الانفلاتات في آن واحد.
سلا، التي وجدت نفسها في قلب العاصفة، تقدم اليوم صورة مكثفة للتوتر الذي يمكن أن يتحول بسرعة إلى أزمة، إذا لم يتم التعامل مع جذوره وإيجاد حلول عاجلة لما وراء هذه التوترات.



