احسان الفقيه: أيها السوريون..

هوية بريس – احسان الفقيه
سوريا ليست رقعة جغرافيا على خرائط الطامعين، ولا صفقة تُعقد في أسواق الطوائف؛ إنّها صدى حضاراتٍ تعاقبت منذ أوغاريت وتدمر، ورائحة ترابٍ صلّى عليه إبراهيم، وارتقى فوقه شهداء الفتح والتحرير…
من يمدّ يده لتقسيمها، كمن يمُدّ سكينه إلى قلب التاريخ، فلا يجزّ إلا عنقه، ولا يورث إلا العار…
إنها عهدُ الدم والذاكرة، من لوّث يديه بخيانتها أسقطه التاريخ كما يسقط ورق الخريف، فلا يُذكر إلا لعنةً، ولا يُكتب إلا وصمةً على جبين العار….
إنّ العدو الصهيوني الذي سرق فلسطين، وذبح غزة، ليس أدهى من العدو الإيراني الذي جاء بلباس النصرة، فإذا به ينشر الخراب، يزرع الميليشيات، ويحوّل أرض أصحاب الأرض إلى بُحيرة دماء….
كلاهما عدو، وكلاهما غريب، وكلاهما لا يريد لسوريا إلا أن تكون جثة على طاولة المساومات…
أيها السوريون..
من يظن أن الاستقواء بالصهيوني سيُنجيه، فليتأمل حال من وثقوا بهم في أوسلو…
ومن يظن أن إيران ستبني دولة عدل، فلينظر كيف حوّلت العراق إلى أشباح طائفية، وكيف سلّمت اليمن للجوع والخذلان…
إنهما مشروع واحد، بأدوات مختلفة:
إسرائيل تقسم بحدود الحديد والنار، وإيران تُقسّم بسُمّ الطائفية والشعارات الكاذبة.
الوحدة ليست شعارًا؛ إنها سلاح. ..
سوريا إذا انقسمت، ضاع الكرد بين خنادق الغرب،
وضاع الدروز بين أنياب إسرائيل،
وضاع العرب بين أذرع إيران…
والكل حينها عبد لغيره، فاقد للسيادة، غريب في أرضه…
يا أبناء الشام يا أهلي وإخوتي الكرام :
دماء الشهداء تنادينا من كل قرية ومدينة:
لا تقسيم، لا استعانة بالعدو، لا خيانة للتاريخ ..
وإنّ من يبيع أرضه للصهيوني، كمن يبيعها للإيراني، وكلاهما خيانة واحدة لا يغسلها ماء الأرض ولو مُزِجَ بالمسك والزعفران ..
لن تكون سوريا أداة بيد تل أبيب، ولن تكون مزرعة لمسوخ طهران…
سوريا لجميع السوريين بمعزل عن أديانهم وطقوسهم ولهجاتهم …
عرب.. كرد .. دروز .. أرمن .. قرويين ومدنيين .. أهل بادية وأهل حضر ..
ولن يحميها إلا أهلها…



