احسان الفقيه: شبهات وأسئلة حول أردوغان وحزبه (لماذا لا يقوم أردوغان بتطبيق الشريعة الإسلامية؟)
هوية بريس – احسان الفقيه*
1- لماذا لا يقوم أردوغان بإعلان الخلافة والحكم بالشريعة الإسلامية؟
ولكن، هل سيسمح له الجيش التركي العلماني الذي أعدم سلفه عدنان مندريس في ايلول 1961؟
وهل دستور الدولة الذي ينص أن تركيا دولة علمانية يسمح له بالتلميح أو بالاقتراب من الإسلام؟
**وتلك هي ملامح الواقع المر
أولًا: أردوغان ورث تركة علمانية ثقيلة وتبعية مطلقة للغرب، ورث 600 معاهدة مع الغرب وحلف الناتو، ورث عشرات القواعد التجسسية الأمريكية المجهزة بأحدث الأجهزة الإلكترونية السرية ومواقع الرادارات والبث اللاسلكي وفك الشيفرة، والتي لا يسمح لتركي الدخول أو الاقتراب حتى أعلى جنرالات الجيش!؟
ثانيًا: أردوغان ورث دولة عميقة بكل أذرعها الضاربة في الجامعات ورؤساء الجامعات وعمدائها ومؤسسة التعليم العالي التي تشرف على ما يقارب 100 جامعة؛ حيث تقوم بتصفية الأساتذة الذين يحملون اتجاهات إسلامية، والمؤسسات المدنية القوية المعادية لكل ما يمت للإسلام بصلة والنقابات اليسارية والعلمانية والشيوعية الملحدة !
ثالثًا: أردوغان ورث وسائل الإعلام القوية من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية متعددة، والمحاكم بمختلف مستوياتها ودرجاتها حتى الوصول إلى المحكمة الدستورية العليا التي هي أعلى محكمة في تركيا، والتي أصبحت من أدوات القمع والاستبداد في يد العلمانيين المتطرفين!
رابعًا: أردوغان ورث أخطر مؤسسة في الدوله العميقة وهي المؤسسة السرية (كلاديو) التي يقف وراءها حلف الناتو، وهي منظمات عسكرية مسلحة متدربة على الاغتيالات والتفجيرات للمقاومة وحرب العصابات فيما لو احتلت تركيا من قبل الاتحاد السوفييتي، ومع أن هذه المنظمات ألغيت بعد انهياره عام 1989؛ إلا أنها بقيت نشطة جدًا في تركيا وكثيرًا ما تقوم بعمليات إرهابية دموية!
خامسًا: أردوغان ورث دولة مركبة ومعقدة من أعراق وإثنيات متعددة ترك وكرد وأرمن وأذريين وعرب، ومن أديان مختلفة متناقضة مسلمين وعلويين وشيعة ومسيحيين ويهود.
سادسًا: أردوغان ورث مؤسسة عسكرية عريقة في الانقلابات والإعدامات منذ عام 1960عندما أعدمت رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس والانقلاب على أردوغان في 15\7\2016 خير دليل…!!
سابعًا: الغرب المتآمر الذي يعتبر تركيا وريثة العثمانيين العدو التاريخي الأبدي الأزلي لن يعدم ألف وسيلة للتآمر والخديعة، ما دام أنه يسيطر على المنظمات الدولية ويملك ترسانة عسكرية هائلة ولديه منظومة استخباراتية وتجسسية ومن حوله أعراب ومسوخ العرب المستعدين لدفع ترليونات الدولارات لأسقاطه…
2- هل أردوغان خليفة المسلمين أو سلطان عثماني؟
أردوغان هو رئيس وزراء ورئيس دولة يشكل المسلمون فيها 99%، لكن دستورها علماني، ولكنه أعاد تركيا وأمجادها العريقة الماضية ويفتخر بأسلافه من آل عثمان هو وحزبه أصحاب التجربة الإسلامية الرائدة التي قفزت بتركيا إلى ترتيب 16 اقتصاديًا و6 عسكريًا في العالم، ورفع قيمة الليرة التركية من مليون ونصف إلى التعادل أمام الدولار في عام 2005 وارتفعت نسبة الحجاب بين المسلمات إلى 92% وترتدي زوجته وابنتاه الحجاب!
3- هل تركيا عميلة لأمريكا؟
تركيا هي البلد الوحيد في العالم الذي رفض دخول القوات الأمريكية إلى أراضيه لغزو العراق 2003، وصدرت حينها تصريحات غاضبة من بوش الابن حيال ذلك، وأردوغان هو من وقف ضد تجزئة العراق ومع ووحدة أراضيه وضد انفصال الأكراد وتسليحهم.
4-هل تركيا عميلة لإسرائيل؟
كيف يمكن لأردوغان أن يكون عميلًا لإسرائيل وهو الذي هاجم بيريز في منتدى دافوس الاقتصادي ونعته (بقاتل الأطفال والنساء في فلسطين)، وهو الذي أرسل أسطول الحرية لمؤازرة أهل غزة وأجبر إسرائيل على الاعتذار والتعويض بعد ضربها لسفينة مرمرة!
تركيا هي من أوائل الدول التي طردت السفير الإسرائيلي في حروب غزة الثلاث، وإن اقوى مظاهرات شعبية في العالم كانت أمام السفارة الإسرائيلية في أنقرة، وهي حتى هذه اللحظة في أقل مستويات التمثيل الدبلوماسي الدنيا!
5-هل أردوغان لديه جنون العظمة ويتصرف بدكتاتورية؟
نعم أردوغان لديه (جنون العظمة)؛ ولذلك، رأيناه يبكي على أطفال غزة وفلسطين وعلى ابنة البلتاجي كالطفل وأمام الفضائيات العالمية! هل هذا التصرف يليق بدكتاتور لديه جنون العظمة! ما أسخف الاتهام، ولا أدري من هو المصاب بجنون العظمة هل هم أصحاب القصور الفارهة والأرصدة الترليونية الفلكية من ولاة أمور ومسوخ العرب أم أردوغان؟!
6- هل حزب العدالة والتنمية حزب فاسد كما أشاعت المعارضة في الحملة الانتخابية؟
لايمكن لأحد أن يقبل بالفساد، لكن أثبتوا أولًا أن هناك فسادًا بوسائل قانونية نزيهة والدليل القطعي الثبوت، ولماذا سكتم عن الفساد إلاعند الانتخابات؟ ما أسهل الاتهام وما أصعب الإثبات!
7- أردوغان متهم أنه وسع صلاحيات الاستخبارات التركية على حساب الجيش التركي!
نعم صحيح، ولكن ينبغي العلم بأن تركيا تسعى لإقامة حلف إقليمي من 8 دول إسلامية، وأن أمريكا زعيمة الشر في العالم ومن يشايعها ويناصرها يسنون مُداهم لنحر تركيا وهدم مشروعها الريادي وتجربتها النهضوية المذهلة وإسقاطها قبل أن تستفيق وتنتبه شعوب الجوار المنكوبه المنهوبة!
8- أردوغان اتهمته المعارضة أنه قام بنقل ضباط الشرطة والقضاة واستبدالهم للتغطية على الفساد!
ما أقدم عليه يجب أن يحسب له لا عليه؛ لأنه يدل على وعيه ووضوح رؤيته تجاه الدولة العميقةـ وأنه إذا لُدِغ من جحر ماينبغي أن يلدغ مرة أخرى، فنقل القضاة وضباط الشرطة إلى مدن وأقاليم بعيدة ليؤدوا مهمتهم من غير ظلم ولا تآمر على أمن الدولة وهذا من صلاحياته أيضًا، هذا أردوغان وليس مرسي يا انقلابيين!
9- أردوغان دكتاتوري وقمعي وضد الحرية الإعلامية والدليل إغلاقه لموقعي تويتر ويوتيوب!؟
أردوغان مع الحرية المسؤولة وليس مع الحرية المنفلتة، ما قام به أردوغان هو لحماية أعراض الناس وخصوصياتهم والمحافظة على كراماتهم من العبث والتشويه والاتهام دون دليل واضح، وأغلقها عبر حكم قضائي قاطع!
10- أردوغان تواصل مع إدارة تويتر ويوتيوب لحذف الحسابات المسيئة والتي تنتهك الخصوصية؟؟
لازدواجية المعايير والنفاق الدولي، فهم يغضون الطرف عن مكان ويضعون العدسات المكبرة آلاف المرات على مكان آخر!
11- أردوغان متهم أنه دمر سوريا ونهب مصانع حلب!
لا نعرف من الذي خرب سوريا وحول مدنها إلى لينينغراد وقصفها بالطائرات والبراميل المتفجرة وقتل 500 ألف سوري و10 ملايين لاجئ، هل هو المقاوم الممانع الذي ورث الملك عن أبيه في نظام جمهوري، أم هو المنحاز إلى قضايا الشعوب العربية وعلى رأسها فلسطين الذي قبّل أيادي أطفال سوريا والذي حتى لم يسمح بتسميتهم لاجئين؛ بل سماهم (ضيوف تركيا)!
من الذي نهب مصانع حلب المدمرة؟
أليس هو النظام القمعي الدكتاتوري المجرم الذي أطلق ميليشيات حزب الله وفيلق غدر المرتزقة قاطعي الرؤوس؛ فالقاتل المجرم لا يُستكثر عليه الكذب، واللص لا يستبعد عنه التزوير والافتراء، ولا يستغرب من مغتصب أن يجادل بالباطل ليدحض الحق!
تركيا متهمة أن لها أهدافًا في المنطقة العربية!
ذلك بديهي ومنطقي، وهو حق لكل قادر على تأمين مصالح بلاده ورفعتها، وفي ظل الفراغ الهائل في منطقتنا وتخلف قياداتها عن ملء الفراغ، فيا حبذا لو تملأه تركيا السنية قبل أن تملأه إسرائيل أو أمريكا أو إيران!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* الكاتبة الاردنية التركية احسان الفقيه
والله لن تطبق الشريعة الا اذا طبقها الناس في حياتهم اما هذه الدمقراطية والأحزاب الخبيثة فلن تنتظر منها نصرة الدين والايام بيننا