ويحمان: نحن أمام معركة وجود وهوية… لا تقبل الحياد!

09 ديسمبر 2025 20:06
أحمد ويحمان من على متن أسطول الصمود يؤكد قرب نهاية إسرائيل باعتراف قادتها

هوية بريس – متابعات

قدّم الباحث في علم الاجتماع ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، قراءة شديدة التحذير لمسار التطبيع في المغرب، معتبرًا أن الأمر لم يعد يقتصر على اختراق سياسي أو اقتصادي، بل تطور إلى ما يسميه “صهينة الشرعية” واستهداف جوهر الهوية والعقيدة والرموز التي تقوم عليها الدولة المغربية.


من اختلاق التاريخ إلى هندسة رمزية جديدة

يرى ويحمان أن أولى إشارات هذا التحوّل برزت سنة 2013، حين صدر غلاف مجلة “زمان” بعنوان “المغرب… أرض يهودية”، وقد قُدم آنذاك باعتباره إعادة قراءة للتاريخ. ثم عاد المشهد بقوة أكبر في أكتوبر 2023 عبر غلاف مجلة “حقائق مغربية”، الذي حمل عنوانًا أخطر: “المغرب… المملكة المقدسة لبني إسرائيل”.

ويعتبر الباحث أن هذا الانتقال من توصيف تاريخي مزعوم إلى توصيف ديني–سيادي مباشر، يشكل محاولة لتأسيس “شرعية توراتية بديلة” تسعى إلى إدراج المغرب داخل المخيال الصهيوني لـ“الأرض الموعودة” و“القداسة التوراتية”.

توسّع الاختراق إلى الحقل الديني

بحسب ويحمان، لم تقف الأمور عند حدود “تهويد الأرض”، بل بلغت مستوى غير مسبوق خلال زيارة إلى ما يسمى “متحف أصدقاء صهيون”، حيث جرى تداول تصريح ينسب المشروع الصهيوني إلى النبي محمد ﷺ.

ويصف الباحث هذا الأمر بأنه ليس “زلة لسان”، بل خطوة خطيرة تهدف إلى إدماج الإسلام نفسه ضمن السردية الصهيونية، وتحويل الرسالات السماوية إلى امتداد لمشروع “إسرائيل الكبرى”.

ويضيف أن هذا النوع من التأويل يسعى إلى “تزييف النبوة لخدمة الاستعمار”، وإعادة تشكيل المرجعية العقدية للمغاربة.


استهداف الشرعية التاريخية وإمارة المؤمنين

يشير ويحمان إلى موجة من الادعاءات التي تطعن في النسب النبوي للمؤسسة الملكية، وتزعم أن الأسرة الملكية “يهودية الأصل”.

ويرى أن هذا الخطاب لا يستهدف الأشخاص، بل يضرب أحد أعمدة الشرعية التاريخية للمغرب: إمارة المؤمنين، والبيعة، والمرجعية الدينية للدولة.

ويؤكد أن الأمر يتجاوز مجرد تصريحات معزولة، ليصل –وفق تقديره– إلى مبادرات ومؤسسات تُحاول تقديم مفهوم “إمارة المؤمنين” في صياغات ملتبسة ذات ارتباطات تطبيعية أو ماسونية، بما يشير إلى انتقال “الاختراق من المستوى الرمزي إلى المستوى السيادي والمؤسساتي”.

محاولة زجّ المؤسسة الملكية في معركة هوية

يتوقف ويحمان عند تصريحات نُسبت إلى شخصيات مثل أزهري وكادوش، تربط هذه التحولات بـ“علم ومباركة الملك”.

ويعتبر أن هذا الطرح “مغالطة خطيرة”، تهدف إلى خلق تشويش سيادي، وتحويل النقاش من مساءلة الاختراق إلى تبريره، عبر نسبته مباشرة إلى رأس الدولة.

مسار زمني يكشف توسّع الأجندة

يلخص الباحث هذا المسار في سلّم تصاعدي واضح:

  • 2013: المغرب “أرض يهودية”.
  • 2023: المغرب “مملكة لبني إسرائيل”.
  • 2024–2025: صهينة الرسول ﷺ، نزع النسب النبوي، ومحاولات تهويد إمارة المؤمنين.

ويرى أن تسويق كل ذلك تحت شعارات من قبيل “التعايش” و“الانفتاح” يخدم مشروعًا أخطر من التطبيع نفسه، وهو مشروع “إحلال هوياتي” يسعى إلى تفريغ الإسلام من معناه المقاوم، وإدخال المغرب في خريطة “القداسة التوراتية” بدل السيادة الإسلامية الوطنية.

ويحمان: معركة وجود لا تقبل الحياد

يختتم ويحمان مقاله بالقول إن ما يجري اليوم “ليس تطبيعًا عاديًا، بل نقلٌ للصراع إلى قلب العقيدة والشرعية”.

ويضيف: “حين تُستهدف الأرض يمكن تحريرها، وحين يُزوّر التاريخ يمكن تفكيكه، لكن حين تُستهدف النبوة وإمارة المؤمنين والشرعية الرمزية للدولة، فنحن أمام معركة وجود وهوية… لا تقبل الحياد”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
12°
17°
الأربعاء
16°
الخميس
16°
الجمعة
19°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة