اختلالات وملاحظات.. تقرير وضعية السجون المغربية أمام البرلمان
هوية بريس- متابعة
يستعد مجلس النواب، لمناقشة تقرير برلماني، حول وضعية السجون في المغوب، بعد أشهر من صياغته. حيث قال مجلس النواب، اليوم الجمعة، إنه سيعقد جلسة عمومية، الثلاثاء المقبل، لمناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة حول وضعية السجون.
التقرير، الذي سيناقشه مجلس النواب في جلسة عمومية، كان النواب قد قدموه، شهر يوليوز الماضي، ووقفوا على وضعية المؤسسات السجنية، وتفاصيل حوار جمعهم مع سجناء “السلفية” في سجن مول البركي في آسفي، ومطالب السجناء.
وقال التقرير نفسه إن البرلمانيين، أعضاء اللجنة الاستطلاعية، فتحوا نقاشا مع معتقلي ما يسمى بـ”السلفية” حول موضوع برنامج “المصالحة” للتأهيل الفكري للسجناء في قضايا الإرهاب، الذي يروم مصالحة هذه الفئة مع ذواتهم، والنصوص الدينية، والمجتمع، حيث تمت ملاحظة التنويه، والتثمين، الذي تلقاه هذه المبادرة لدى بعض السجناء، الذين طالبوا بالإنخراط من أجل الاستفادة منه، في حين هناك من عبر عن عدم اقتناعه بهذه المبادرة، واعتبر أن الانخراط فيها بمثابة اعتراف بالخطأ.
اللجنة الاستطلاعية، وقفت على تصرفات موظفي السجن أثناء قيامها بمهامها، وقالت إنه لوحظ عدم ارتياح لدى العديد من السجناء، وظهور علامات الخوف، والقلق عند بعضهم من تبعات الحديث أثناء التواصل معهم من قبل النواب، كما تم تسجيل أن بعض أعوان، وموظفي الإدارة المرافقين كانوا حرصين على تسجيل رقم اعتقال كل سجين تم التواصل معه من قبل أعضاء المهمة الاستطلاعية، بالنسبة إلى السجناء، المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام.
ونقلت اللجنة الاستطلاعية عددا من تظلمات المساجين، منها الاكتظاظ الكبير بجناح 20D، حيث يتجاوز معدل السجناء في كل زنزانة 12 سجينا، ومعاناة الولوج إلى الخدمات الصحية سواء داخل المؤسسة، أو خارجها، وتشكي بعض السجناء من مظاهر سوء المعاملة، وادعاء وجود بعض أشكال التعذيب من قبل أحد نواب رئيس المعقل، خصوصا أثناء العرض على الإجراءات التأديبية، والوضع في الزنزانة الفردية.
واشتكى النزلاء من معاناة الأسر في الولوج للمؤسسة السجنية، وكلفة التنقل إليها، مما يحرمهم من التواصل مع أسرهم، وذوبهم، كما وقف النواب أنفسهم على صعوبة الوصول إلى المؤسسة، التي تبعد بكيلومترات عن المدينة، وعدم وجود مخرج من الطريق السيار إليها، وسوء أحوال الطريق المؤدية إليها، ما يفسر، حسب النواب أنفسهم، انخفاض أعداد الزيارات العائلية، التي يتلقاها السجناء، والتي تتراوح بين زيارة، وثلاث، شهريا.
وسجل التقرير وجود السجناء في ساحة الفسحة بأعداد كبيرة، وهو ما يطرح مشاكل متعددة على المستوى الأمني، وتدبير هذه الأعداد في رقعة جغرافية محدودة، لا تتناسب، وعدد السجناء الموجودين بها، كما وقف النواب على عدم استثمار مركز التكوين البيداغوجي الذي يتوفر عليه السجن، وبمواصفات جيدة على مستوى البناية، بالإضافة إلى التجهيزات، والتخصصات المتنوعة، بسبب غياب الموارد البشرية للقيام بهذه الوظائف، وعدم إقبال المؤطرين للعمل بهذه المؤسسة السجنية، بسبب موقعها الجغرافي، وضعف التعويضات، وغياب التحفيزات الممنوحة لهؤلاء.
وسجل النواب توزيع وجبة العشاء بشكل مبكر على السجناء، حيث يتم توزيعها، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، وذلك لاعتبارات أمنية، سببها قلة الموارد البشرية، وهو الإشكال نفسه، الذي تعانيه المؤسسة في مجال التطبيب، بسبب غياب طبيب قار، وزيارة طبيب من سجن الجديدة لها مرتين في الأسبوع.