ادريس الكنبوري:” رجال الدين.. عبارة ملغومة وفيها نزعة طائفية”!
هوية بريس – علي حنين
تحدث الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، عن الانتشار الواسع الذي عرفته عبارة “رجال الدين”، رغم كونها ” عبارة ملغومة وفيها نزعة طائفية؛ بحيث تصور الفقهاء والعلماء كطائفة مغلقة تحتكر الحديث باسم الإسلام”.
وأوضح الدكتور الكنبوري، في تدوينة على حسابه على فيسبوك، أن ” هذه العبارة لا علاقة لها بالإسلام إطلاقا؛ لأن الإسلام لم يعرفها أبدا خلافا لليهودية والمسيحية:
** فرجال الدين فيهما كان لديهم مركز يجمعهم هو الفاتيكان، وهذا غير موجود في الإسلام.
** ثانيا: رجال الدين فيهما كانوا يتفقون على عقائد وشعائر يفرضونها على الناس ويحاربون من يخالفها؛ والعلماء في الإسلام بينهم من الاختلاف الكثير؛ تشديدا وتخفيفا.
** ثالثا: رجال الدين في اليهودية والمسيحية لم يكن وليس بينهم نساء؛ وفي الإسلام الكثير من النساء اللواتي أخذ منهم العلماء الرجال الحديث والفقه.
** رابعا: رجال الدين فيهما كان ولا يزال لديهم زي موحد به يعرفون؛ وعلماء الإسلام يلبسون ما يلبس الناس وفيهم العصري والتقليدي وذو القبعة والطربوش والشعر الطويل العاري.
** خامسا: رجال الدين فيهما لا يتزوجون وإن كانوا يتزاوجون؛ وعلماء الإسلام يتزوجون مثنى وثلاث ورباع وإن خافوا أو لم يقدروا أو اكتفوا فواحدة.
** سادسا: رجال الدين في اليهودية والمسيحية يخرجون من الكنيسة وبمباركتها؛ وعلماء الإسلام يخرجون من الجامعة والبيت والمدينة والدوار والقصر والزريبة؛ ولا يباركهم أحد بل يتوكلون ويدخلون”.
وأضاف الباحث المغربي ” أما الحديث باسم الإسلام فهذا لا يقوم به العلماء وحدهم؛ بل أصوات خصومهم أعلى وهم يتحدثون باسم الإسلام ولا يمنعهم أحد”.
وختم الكنبوري تدوينته بالقول ” كلمة رجال الدين في أوروبا أطلقت لتمييزهم عن رجال العلم المادي؛ ولكن “رجل الدين” في الإسلام كان طبيبا ومهندسا ورياضيا وفيزيائيا؛ يتعايش فيه الجميع؛ ولم ينفصل فيه الفقيه عن العالم المادي ليصبح الرازي مثلا اثنين؛ واحد يجلس في البيت والآخر يذهب إلى السوق ليرجع فيجد الأول خرج لقضاء حاجته.”