ارتفاع معدلات العنوسة والاستغلال البشع لقضايا المرأة
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
تعرف العنوسة ازديادا تصاعديا ملحوظا في مجتمعنا، وبدل أن يقف العقلاء على مكامن الظاهرة ويعالجونها أو يخففون من حدتها، أبوا إلا أن يتحدثوا فيما يزيد في تفاقمها وعزوف الشباب عن الزواج، ذلك:
– أن الحديث عن مناصفة المرأة في مال زوجها بدعوى عملها في البيت أو ما يسمى بالعمل المنزلي دفع للرجل في التفكير في طرق غير قانونية للوصول للمرأة، وقد تكون أيضا غير شرعية.
– كذلك دفع الرجل للحيل الخطيرة عند سوء العشرة بينه وبين زوجته وتحتم الفراق بينهما، فإنه سيكون أمام ذهاب نصف ما يملك أو إيجاد واقع لا يحمد عقباه، فواقع الطلاق في أوربا ووفاة الزوجات في ظروف غامضة ليس ببعيد.
ذمة الرجل المالية مستقلة عن ذمة المرأة المالية، والعكس كذلك، والعمل المنزلي هو واجب على المرأة بعقد الزواج كما أن الرجل واجب عليه النفقة، هذا هو الصواب في الموضوع.
واذا كانت المرأة تقوم بأعمال غير منزلية خارج البيت تساعد زوجها في عمله مثلا، هنا يمكن الحديث عن استحقاقها قدرا من المال المكتسب بقدر عملها، وهو المسمى عند بعض الفقهاء بحق الكد والسعاية.
لو أراد أصحاب هذه الدعوى الخرقاء أن ينصفوا المرأة حقيقة لتحدثوا عن بشاعة استغلال المرأة في الأعمال الشاقة كما حال العاملات في معمل الكبلاج مثلا؛ عمل شاق في ظروف غير إنسانية، ومن هذا الشيء الكثير.
لو أراد أصحاب هذه الدعوى الخرقاء أن ينصفوا المرأة حقيقة لتحدثوا عن تمتيع المرأة باستراحة كافية من العمل في فترة الحمل الأخيرة وعند وضعها للمولود.. لتحدثوا أيضا عن تمتيعها باستراحة أربعة أيام في الشهر مثلا بسبب عادتها الشهرية.
لاينبغي أن يكون إنصاف المرأة على حساب حق الرجل، فالظلم ظلم أي كان المظلوم، كثير من حقوق المرأة اليوم مهضومة بسبب تملص الدولة منها.
للأسف أصبح الرجل هو الحائط القصير كما يقول المغاربة، وفي الحقيقة أحكام الشريعة الإسلامية هي المقصودة بالقفز عليها وتجاوز حدودها.