ارفضي أن تخرج عليكِ كل فارغةٍ لتريكِ روتينها اليومي
هوية بريس – تسنيم راجح
لماذا تدخلكِ تلك الفتاةٍ غرفة نومها وتريكِ “روتينها” عند استيقاظها من نومها وتصوّر لكِ الفوضى أو الرتابة في أشيائها وما تفعله مما يخصّها؟ كيف ينتشر هذا الجنون ويعتبر محتوىً يتابعه الناس؟
إنها قلّة احترامٍ للمتابِعَةِ إذ تجلس معها بملابس لا تخرج بها من بيتها، وهي إساءة أدبٍ مع النفس التي تغدو مستباحة مفتوحةً للملايين على الانترنت تحت عناوين “العفوية” و”الطبيعيّة” و”التسلية”!
ارفضوا هذا الهبوط في الحياء والأدب، ارفضي أن تخرج عليكِ كل فارغةٍ لتريكِ فطورها وكيف تغسل وجهها وما “سر جمالها” وطريقة رسم كحلها!
هؤلاء البشر المتصدرون كأنهم قدوات أو معلّمون أو مبدعون أو ذوي تأثير.. هؤلاء علامة كبيرة لمرض يعاني منه الجيل الجديد وينتشر في الذي سبقه ويغزو عقول الجميع.. إنه مرض الفراغ وعلامةٌ لضياع الهدف والوجهة، كلّ متصدّر يتوهّم التميّز فيه يعبد هواه وهوى جمهوره ويترك الشياطين يتحكّمون بحياته التي فتح خصوصياتها وفضح ما كان يُعتبَر “عوراتها” أمام الملايين..
هذه المتصدّرة تظن نفسها مهمة بما يكفي ليريد العالم معرفة سر عدم سواد تحت عينيها أو غياب البثور عن وجهها، أو يحب رؤيتها وهي ترتب سريرها وتحضّر قهوتها! تظن الناس بحاجة لمعرفة دقائق عنها لم يعرفوها عن الأنبياء ولا المرسلين ولا سألوا عنها فيهم وهم أفضل القدوات في التاريخ!!
فكيف يحاول المرء أن يجد أهميته عبر التركيز على أبسط أفعاله وتصويرها وإيهام الناس بقيمته ومركزيته في هذا العالم الذي يكاد الحميع فيه يكونون نسخة عنه!
والمرض مستشرٍ لدرجة أن تجد لإحداهن ملايين المتابعين على ذاك “المحتوى” الذي تنتجه!
فأوقفوا هذا السفه واحموا سمعكم وبصركم منه واحفظوا أوقاتكم من الضياع فيه، لا تتطبعو مع الدخول لغرف نوم الغرباء ومجالستهم وهم في ثياب الراحة وفي جلساتهم الخاصة والاستماع لفراغهم العابث!
أنتم في الحقيقة وفي ميزان خالقكم أهم من ذلك! عمركم أهم من الضياع على هذا العبث! فكركم وقلبكم أهم من أن تمتلئ بهذا الوسخ والضياع المريض، فلا تختاروا هؤلاء أصحاباً واحذروا زيادة كذبهم على نفسهم بتكثير جمهورهم ومتابعاتهم بمجرد فتح موادهم..