“تقزيم دور الأساتذة” يضع معاهد التمريض على صفيح ساخن

هوية بريس – متابعات

دعا مجلس التنسيق القطاعي للمعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة التابع لـالنقابة الوطنية للتعليم العالي، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تعيين الأساتذة الباحثين في مناصب المسؤولية بالمعاهد، وتوحيد مساطر التعيين على غرار باقي مؤسسات التعليم العالي الجامعي، مندّدًا بما وصفه بـ«سياسة الإقصاء والتهميش» التي تطال أطر التكوين والبحث.

انتقادات لسياسات الوزارة

وفي بلاغ أعقب اجتماعه بدعوة من المكتب الوطني للنقابة، عبّر المجلس عن استيائه من استمرار الوزارة في استبعاد الأساتذة الباحثين من تدبير وتسيير المعاهد، موضحاً أن 23 معهداً وملحقة لا يسيرها أساتذة باحثون، رغم كونهم يتولّون تسيير كليات محمد السادس للعلوم التمريضية وتقنيات الصحة في الرباط والدار البيضاء وأكادير ومراكش، متسائلاً:

«هل كفاءتهم لا تصلح إلا للقطاع الخاص؟».

كما انتقد البلاغ عدم إشراك الأساتذة في لجان المباريات، وإسناد مهام التدريس وتأطير البحوث إلى موارد بشرية «لا تدخل ضمن اختصاصاتها الأكاديمية»، واصفاً ذلك بأنه إهدار للكفاءات وتهميش للأدوار العلمية للأساتذة الباحثين.

تهميش البحث العلمي وتعثر سلك الدكتوراه

وأشار المجلس إلى تأخر إخراج النصوص التنظيمية للهياكل البحثية رغم جاهزية مقترحات مختبرات البحث وموافقة لجان التنسيق العلمي عليها، محذّراً من أن هذا التأخر «يعطّل دينامية البحث العلمي بالمعاهد».

كما عبّر عن استيائه من تأخر انطلاق التكوين في سلك الدكتوراه، رغم إعلان الوزارة عن تفعيله منذ الموسم الجامعي الحالي، ما اعتبره «إخلالاً بالتزامات رسمية وتراجعاً عن وعود الإصلاح».

مطالب هيكلية وتنظيمية

وطالب مجلس التنسيق بـمأسسة حوار اجتماعي جاد ومسؤول مع النقابة الوطنية للتعليم العالي باعتبارها «شريكاً اجتماعياً لا يمكن تجاوزه»، وفتح ورش إصلاحي حقيقي يضمن للمعاهد مكانتها الأكاديمية ضمن منظومة التعليم العالي.

كما دعا إلى تفعيل الهياكل البحثية وأجرأة سلك الدكتوراه، وتسريع الانتساب إلى فرق البحث، وإرساء إطار قانوني منظم للبحث العلمي وفق المعايير الوطنية.

وشدّد المجلس على ضرورة حلّ مشكل اللجان الثنائية الذي يحول دون استفادة الأساتذة من حقهم في الترقي، واحتساب الأقدمية المكتسبة قبل تغيير الإطار، أسوة بنظرائهم في باقي القطاعات.

تأهيل البنيات وتحسين ظروف العمل

ودعا البلاغ إلى إخراج دفتر الضوابط البيداغوجية وتحيينه، مع ملاءمة الغلاف الزمني للدروس والتداريب لمتطلبات التكوين التمريضي، ومراجعة النظامين الداخلي والبيداغوجي لمواكبة تطور المعاهد كمؤسسات للتعليم العالي.

كما طالب بـالإسراع في تهيئة المعاهد بكل من مكناس وأكادير ومراكش والقنيطرة وتازة، وبناء مدرجات وقاعات جديدة للحد من الاكتظاظ، وتمكين الأساتذة من مكاتب خاصة لتسهيل أنشطتهم البيداغوجية والعلمية.